طلبة يعالجون مشاكل الحاضر ويبتكرون للمستقبل

الخليج: يحمل الطلبة الجامعيون على عاتقهم تطوير وسائل الحياة وأدواتها، من خلال مشاريع يعملون على تطبيقها، ومحاولة حصد الدعم المحلي لها، وذلك بالاستفادة من تخصصاتهم الدراسية الجامعية، وبذلك تتنوع تلك

المشاريع، إلا أنها تصب في صالح تطوير حياة أفراد المجتمع ومؤسساته، وقد تم وضع عدد من مشاريع الطلبة الجامعيين تحت الضوء، في معرض «بالعلوم نفكر».

«المصعد الإلكتروني الذكي»

هو مشروع بشرى الزعابي، وشمسة اليعربي، من جامعة خليفة، وأروى فكري، من جامعة الشارقة، وفكرة المشروع ترتكز على حماية الأطفال من الحبس أو الاختناق في المصاعد، وعدم استخدامهم لها، إلا في وجود شخص بالغ، وحول المشروع، تحدثنا الزعابي قائلة:«صممنا المشروع الإلكتروني، ليكون قادراً على تمييز الأطفال من غيرهم، في حالة استخدام المصاعد، حيث يمنع النظام الطفل البالغ أقل من عشر سنوات بشكل تقريبي من استخدامه، وذلك للحد من الحوادث والاختناقات، حيث تعتبر حوادث المصاعد من أخطر الحوادث، وذلك لعدم قدرة الطفل على التصرف في حال وجوده داخلها بمفرده، فيبقى حبيسها، ويستند المشروع الى فكرة عدم انغلاق باب المصعد في حال استخدامه من طفل طوله أقل من 135، أما المقعدون من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيمكنهم استخدامه بتفعيل كلمة السر التي بحوزتهم، ولو استطاع الطفل استخدام عصا أو ما شابه ذلك، ليصل للطول المطلوب، فإن الحساسات الحرارية تعمل لأجل التعرف الى ما هو كائن حي بشري أو غيره، لأجل تفعيل عمل المصعد، وفي حال بقيت محاولات الطفل بإغلاق الباب لأكثر من 50 ثانية، سيتم تشغيل إنذار لحارس الأمن في البناية لتنبيهه بوجود ما هو غريب»، وتشير الزعابي إلى إمكانية تطوير المشروع ليشمل البوابات الخاصة بأحواض السباحة، حيث يتعرض الأطفال للحوادث والغرض في حال استخدامهم لها بمفردهم بعيداً عن رقابة البالغين.

«إرشاد الطاقة وشبكة للوعي»

وعن مشروع «ايمان»، يحدثنا الطالب محمد حمدي، تخصص هندسة كهرباء من جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، قائلاً: «هو مشروع يعنى بالتحكم بالطاقة الكهربائية، وذلك للتوفير على الجهات المعنية بتوليد الطاقة الكهربائية وبالمستهلكين، لتقليل قيمة فاتورة الكهرباء، بالإضافة إلى تقليل الغازات التي تضر البيئة من مولدات الطاقة الكهربائية، ويهدف المشروع إلى ذلك من خلال «جدولة الوقت»، وتعني استخدام الأجهزة الكهربائية غير المحددة بوقت، ومنها غسالة الملابس وسخان الماء وغيرهما، في غير أوقات الذروة، التي تمثل أوقات النهار، التي يشغل فيها أجهزة التكييف والثلاجة وبراد الماء وغيرها من الأجهزة، التي تستهلك الطاقة الكهربائية، وغير المحددة بوقت، «أي تعمل بشكل دائم»، خاصة في فصل الصيف في الدولة، حيث من شأن ذلك أن يقلل من فاتورة الكهرباء على المستهلكين وفق تطبيق قمت بإعداده بالاستناد إلى بيانات استهلاك سنتين من «ديوا»، وخلصت منها إلى استخدام الناس غالبية الأجهزة في الفترة النهارية، ما يولد ضغطاً على مولدات الكهرباء، ويسبب الأعطال الدائمة، ما ينتج عنه صيانة دائمة كذلك، أو تغيير لها، ما يكلف الدولة الكثير».
ويشير حمدي إلى أنه استند في مشروعه، إلى نظام معمول به في الصين، ولم يعمل به في أي دولة عربية، فكلما قل استخدام الأجهزة الكهربائية غير ذات الوقت المحدد، قلت قيمة فاتورة الكهرباء على المستهلك، وقد عمل حمدي على فكرة تشغيل الأجهزة المؤقتة في غير أوقات الذروة، من خلال أجهزة أوتوماتيكية تركب على مقابس الكهرباء، ومن ذلك تنظيم عمل سخانات المياه على سبيل المثال، فبدلاً من تشغيله صباحاً لأخذ حمام صباحي، من الممكن توقيته للعمل في فترة الفجر، التي تتسم بدرجات حرارة أكثر انخفاضاً من غيرها، ويعمل المؤقت على غلقه بحسب الوقت المرغوب، وبذلك تقل تكاليف استخدام الكهرباء.

«نظام للتحكم في التكييف المنزلي»

في السياق نفسه عملت حليمة الحمودي، الطالبة في جامعة خليفة، وزميلاتها سارة اليماحي وهديل الحوسني وسارة عبدالله على مشروع نظام التحكم بالتكييف، وتقول عنه: «فكرته تقوم على التحكم في التكييف المنزلي، من خلال تطبيق على الأندرويد، مما يساعد على توفير الطاقة التي يستهلكها التكييف، حيث تستخدم الأجهزة في المنزل طوال ساعات اليوم، خصوصاً في فترة الصيف، مما يشكل ضغطاً على مولدات الكهرباء والفواتير، ولا يلتزم الكثير منا بإغلاق تلك الأجهزة في غير وقت الحاجة، لذلك فمن خلال تصميم تطبيق على الأندرويد، يقوم بقراءة درجات الحرارة في كافة غرف المنزل ويتحكم في درجات حرارة الغرف من خلال التكييف، ففي الوقت الذي يمكن فيه الاستغناء عنه أو تخفيض أو رفع درجة حرارته، سيعمل التطبيق على التنبيه بذلك، وسيسهم تطبيقه محلياً في توفير الطاقة المهدورة على التكييف»، وتشير الحمودي إلى أن التطويرات المستقبلية للمشروع، ستكون عن طريق إدخال خاصية التحكم الأوتوماتيكي في أوضاع التكييف.

عفرا ماجد العويس، تخصص هندسة الطاقة المتجددة والمستدامة من جامعة الشارقة، فكرة مشروعها «نظام تتبع الطاقة الشمسية»، يمكن تطبيقه محلياً، عن طريق تحويل مشاريع الطاقة الشمسية الموجودة حاليا، أو التي ستقام مستقبلا، إلى أنظمة تتبع بدون محرك، بحيث الحصول على نسبة أكبر من الطاقة من كل خلية شمسية، من دون استهلاك أي طاقة كهربائية لتحريك النظام، وتفصيلاً تقول العويس:«يقوم المشروع على فكرة نظام لتتبع الطاقة الشمسية، وهو جهاز يتم تركيب الألواح الشمسية عليه، ويتحرك مع حركة الشمس على مدار اليوم، لضمان التقاط أكبر قدر ممكن من الطاقة الشمسية، والمعروف أن ألواح الطاقة الشمسية بشكل عام توضع على هياكل داعمة ثابتة، ولكن نظرا للتغيير اليومي والموسمي لموقع الشمس، تحتاج ألواح الطاقة الشمسية لتتبع حركة الشمس خلال النهار كله، ويعمل النظام من دون محرك، مستخدماً نظرية الحمل الحراري الطبيعي، عن طريق حركة السائل في النظام، بدون مساعدة من مضخة أو محركات أو تروس، أو أي جزء ميكانيكي، ما عدا محملين ثابتين على عمود للدوران والحركة، ومع هذا الأسلوب من العمل، لا يحتاج النظام أي طاقة للتشغيل، ويحصد كمية كبيرة من الطاقة «20٪ إلى 25٪»، مقارنة بنظام الطاقة الشمسية الثابت والمعتاد، أو حتى نظام التتبع الشمسية، الذي يحتاج إلى محرك لتتبع الشمس، ويضاف إلى ذلك أن المشروع ليس لديه أي انبعاثات تضر البيئة، ومن الجانب الاقتصادي، فإن هذا النظام لا يكلف الكثير مقارنة بنظام التتبع بالمحرك.

Image