وجود عطلة بعد فترة عصيبة من الضغوط والعمل الجاد أمر مهم لتجديد النشاط و تخفيف الضغوط ولكسر الروتين اليومي . لذا للطالب كما للمعلم حق للترويح عن نفسه بعد إرهاق فصل دراسي .
فالطالب بحاجه إلى تغيير الجو الدراسي الذي استمر فيه فصل كامل بين الضغوط النفسية والذهنية . وأولياء الأمور بحاجة إلى راحة و تغيير للروتين المدرسي وإلى فترة نقاهة من بعد عناء المتابعة والاهتمام بأنبائهم طوال الفصل الدراسي. المعلم أيضا يحتاج إلى الراحة بعد أن كان طوال الفصل ملتزم بالعمل و التحضير اليومي للدروس وغيرها من الأعمال المناطة به. الجميع بحاجه إلى الإجازة حتى يتجدد النشاط ويتم تفريغ شحنات وطاقات نفسيه اكتسبها الجسم من أداء الواجبات طوال العام.
ذلك سوف يمنحهم راحة في الجسم ونفس ويطرد شبح الملل الذي تسلل إليهم طوال فترة الدراسة ، وهو ما يتماشى مع ما ورد في السنة الشريفة (روحوا عن أنفسكم ولو ساعة فإن القلوب إذا تعبت كلت(.
لا تقل فترة العطلة أهمية عن تلك التي يقضيها الطلاب على مقاعد الدراسة. فالعطلة فرصة للجميع لصلة الأرحام وتقوية العلاقات الاجتماعية التي كانت محدودة في الفترة الدراسية. فيكثر تبادل الزيارات والعزائم بين الأهل والأصدقاء ذلك يمنح الطالب فرصة لتحسين مهارات التواصل الاجتماعي والانساني .
للعطلة أيضا دور مهم في تنمية المواهب والهوايات و صقل الأذهان ؛ اذ انها تنمي بشكل كبير قدرات الطالب الذهنية والتعليمية في إطار ترفيهي ضمن نشاطات متنوعة التي تساهم في رفع قدرات التحصيل الدراسي للطالب من خلال اللعب و قراءة قصص قصيرة تساهم في توسيع مدارك الطالب و قدرات التحليل والتخيل لديه مثلاً ، أو ألعاب أحجار النرد وغيرها التي تساهم في تطوير مهارات الحساب لديهم.
الرحلات الخارجية خلال فترات العطلات كزيارة الأماكن الطبيعية والحدائق هيه ليست وقت مهدور ولكنها مساحة حقيقة للخروج عن النظام الدراسي الدسم الى فسحة لتنشيط العقل و الترويح عن النفس ، كما انها تساهم في توسيع مدارك الطالب في شتى العلوم المختلفة.
إذن العطلة حق وحاجة حقيقية للطلاب ، فكما يحتاج الطلاب للدراسة فإنهم محتاجون للترفيه ولترك الالتزام قليلاً حتى يعودون الى مقاعد الدراسة بروح جديدة منتعشة ومتعطشة للعلم. ولكن للأسف نجد بعض الآباء يرغمون أبنائهم للدخول في دروس خصوصية لا تقل التزاما عن فترة الدراسة طوال فترة راحتهم أو انهم يجبرونهم على استذكار دروسهم خلال العطلة خصوصاُ في المواد التي حصلوا فيها على علامات متدنية ، فيعودوا للفصل الدراسي التالي منهكين . وكل ذلك لا يخدم مصلحة الطالب فالهدف من العطلة أنها تتيح للطالب بالخروج من الإطار التقليدي للتعليم فيستفيد ولكن بطرق أخرى أكثر سهولةً وإمتاعا.
خولة الشكري