الإبداع .. عنوان خطوات طلبة جامعة خليفة

الخليج: من العام الدراسي الأول تنطلق مسيرة الإبداع والابتكار لطلبة جامعة خليفة في أبوظبي، من خلال ربط الطلبة بمشاريع هندسية تضعهم أمام تحديات تصقل قدراتهم وتبرز مهاراتهم، وتكسبهم الخبرة والتمرس، ليمتلكوا

في مدة وجيزة القدرة على خوض تجارب أكثر تعقيداً وفائدة لدولتهم.

من المواد الأساسية لطلبة السنة الأولى في جامعة خليفة، مادة تحفز وتضع الطلبة أمام تحدي إنجاز مشاريع هندسية ذات فائدة للمجتمع، تصل في مستواها لإمكانية تطبيقها في الحياة العملية، وهذا ما شهده الفصل الدراسي الأول، الذي شهد عدة مشاريع متميزة لمجاميع الطلبة، الذين يدينون بجزء من إنجازهم لها ولأساتذتهم، وطلبة المراحل اللاحقة. ويجمع الطلبة على أن أهمية إنجاز المشاريع هو تهيئتهم على إمكانية العمل الجماعي بينهم، وتحفيز قدراتهم العقلية قبل الخوض في التخصصات الهندسية، التي سينتمون إليها، بالإضافة إلى منحهم القدرة على التخطيط للمشاريع مستقبلاً، وتعزيز قدراتهم التواصلية، والعملية البحثية في استنباط حاجات المجتمع العام أو الجامعي، وإيجاد الحلول والمعالجات لها من خلال المشاريع.

يقول الطالب سلمان خالد الملا، حول مشروع «مسافة الأمان»، المخصص للسيارات، وقام عليه هو وكل من زملائه أحمد عادل، وديمة المهيري، ومريم الشامسي، إنه مشروع يهدف إلى التقليل من الحوادث الناتجة عن السرعة وعدم ترك مسافة أمان بين المركبات، بحيث يعتمد المشروع على حساسات أمامية وخلفية تركب في المركبات، بحيث تمنح تلك الحساسات رنين إنذار سمعياً ومرئياً من خلال الإضاءة، ويضيف تفصيلاً قائلاً: «وظفت الحساسات المستشعرة لقرب السيارات من سيارة قائد المركبة، فإذا اقتربت سيارة سواء بشكل أمامي أو خلفي منها لمسافة تعد أكثر من 200 سم فإن السيارة في مرحلة الأمان، أما إذا اقتربت من المركبة لما يقارب 150-200 سم سواء من الأمام أو الخلف، فتعتبر في مرحلة الحذر، فتعطي الحساسات صوت تحذير ضعيف الشدة وإضاءة خفيفة، وفي حال كانت المسافة 100 سم وأقل، فيشتعل الضوء الأحمر، ويكتب»خطر»، على لوحات التشغيل، ويصدر صوت تحذيري عال»، ويشير الملا إلى أن المشروع بحاجة للتطوير، والمسافات المذكورة هي فقط تقريبية، كما أن تطويره سيمكنهم من التقدم به للجهات المعنية في الدولة، عسى يكون مفيدا في التخفيف من الحوادث المرورية، ويمكن ضمن خطة التطوير أن تكون الحساسات مرتبطة بكاميرات، ترصد أرقام لوحات المركبات المخالفة، باقترابها من المركبات على الطريق، وحول إنجاز المشروع أوضح الملا أن التعاون بين الفريق كان له أكبر الأثر في إنجازه، فلكل منهم مهارات هندسية خاصة، مكنتهم من تقسيم العمل والتعاون، فمنهم من يتقن البرمجة الحاسوبية، وغيره ممن يختص بالهندسة الميكانيكية والكهربائية.

نظام المكتبة

وحول مشروع (نظام المكتبة) يحدثنا مجلي أحمد طالب، السنة الأولى عن المشروع قائلاً: «المشروع يهدف إلى تنظيم استخدام مكتبة الجامعة لدينا، حيث خطرت لنا فكرة المشروع أنا وزملائي: محمد عمر، محمد الشحي، والزميلة حنين مروان، كي نستطيع نحن وغيرنا من الطلبة استخدام المكتبة وقت الحاجة، من دون أن يكون غيرنا قد شغلها من دون فائدة.

ويقول أحمد: «نظام تقسيم المكتبة لدينا يتكون من غرف، كل غرفة يمكن أن تحتضن عدداً محدوداً من الطلبة، ولنفترض أن العدد 8، ونحن نعمل على المشروعات كمجاميع، ومن ذلك فإن كل مجموعة مكونة من 4 طلاب، تحتاج لغرفة، لكي تنجز أي مشروع، وللأسف هناك بعض مجاميع الطلبة، التي تدخل تلك الغرف لإنجاز المشاريع، إلا أنها تستغرق وقتاً طويلاً يحد من دخول غيرهم والاستفادة، ومن ذلك تركهم حقائبهم ومقتنياتهم فيها وخروجهم منها لساعات، ومن ثم عودتهم، ولذلك جاء المشروع ليحد من هذه السلوكيات»، وبحسب المشروع، فإن هناك حساسات إنارة حرارية تشتعل باللون الأحمر، في حال كانت الغرفة مشغولة، وفي حالة عدم تأخر الطلبة عن الغرفة تلك أكثر من 15 دقيقة، فإن الإنارة تشتغل باللون الأصفر، أما في حال تأخر الطلبة عن الغرفة لأكثر من 15 دقيقة، وكانت مقتنياتهم بداخلها، فسيشتغل الضوء الأخضر، مما يمكن رجل الأمن من إزالة محتوياتها، ومنح فرصة لغيرهم لإشغالها، ويشير أحمد إلى إمكانية تطوير المشروع وتطبيقه في مكتبة الجامعة.

طاقة شمسية

مشروع آخر لاستخلاص الطاقة الكهربائية بواسطة الطاقة الشمسية، مخصص للبلدان النائية، قام به كل من محمد المنصوري، سالم الطنيجي، خلود اليماحي، وبشرى الزعابي، والمشروع بحسب المنصوري، عبارة عن صندوق يضم أنابيب نحاسية، مغطاة بقطعة من الزجاج، وهذه الأنابيب تحتوي على ماء عادي، وباستخدام أحد قوانين الفيزياء (علم الكثافة)، فإنه باختلاف الحرارة تختلف الكثافة، وفي الخزان ماء معتدل الحرارة وفي الصندوق ماء تصل درجة حرارته إلى الغليان، فيتكون مجرى مستمر من الخزان إلى الصندوق ليسخن ومن ثم يعود إلى الخزان مرة أخرى، وبأعلى الخزان تم تثبيت مروحة بسيطة ومولد كهرباء صغير، ويعمل الماء القادم من الصندوق على تحريك المروحة، منتجاً كهرباء، غير أنها بسيطة، لكون المشروع صغيراً نسبياً، إلا أنه يمكن تطويره ليصبح ملائماً.

وحول كيفية إنجاز المشروع، يقول زميله الطنيجي:» نحن طلبة السنة الأولى، نعمل على المشروعات بحسب ما تخزنه ذاكرتنا من معلومات، وبالاستعانة بطلبة المراحل اللاحقة وأساتذتنا، ويمكن تطبيق المشروع في الدولة، كونه يعتمد في زيادة حرارة الماء على حرارة الشمس، وهي متوفرة في الدولة بقوة، وتلك الحرارة هي التي ستغير كثافة الماء التي يعتمد عليها المشروع»، وهو مشروع قياسي يحاكي الأرصاد الجوية، ويقوم عليه من قبل الطلبة: إبراهيم حمزة، شهاب الجعيدي، شماء البلوشي، وفاطمة هشام، و بحسب الجعيدي، يقيس المشروع درجات الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح، مع تصوير خارجي للمنظر باستخدام (go pro)، والقياس يكون على ارتفاع 150 متراً، ويقيس الجهاز الدرجات باستخدام الحساسات المبرمجة، على توصيل المعلومات التي نحتاجها من دون استخدام الأسلاك»وايرلس»، بالإضافة إلى وضع الحساسات في صندوق، على أن يصل إلى الارتفاع المطلوب، باستخدام بالونات الهيليوم، وفي حال انفجار البالونات بسبب ضغط الجو، تم وضع مظلة وجهاز تعقب بحيث يضمن عدم كسر الصندوق، وعدم حصول ضرر للأجهزة بداخله، والعثور عليه.

ويشير الجعيدي حول فائدة المشروع قائلاً: «إنه أقل كلفة من غيره من أجهزة الأرصاد، ومن ذلك أن الحساسات المستخدمة فيه بسيطة وسهلة الاستخدام وغير مكلفة مادياً»، ولزيادة التفاعل مع المحاضرات التعليمية، صمم الطالب حمزة خاطر وزملاؤه «مشروع اللوح المضيء»، ويهدف المشروع إلى خلق حالة تفاعلية بين المحاضر والطلاب من خلال لوح كتابي مضيء، ولتحسين تجربة المحاضرات المرئية. اللوح المضيء مصنوع من الزجاج، ويعمل بواسطة أضواء ال«إل إي دي» الصغيرة حول الحافة، وخلال المحاضرة يقف المحاضر وراء اللوح ويكتب المعلومات مباشرة على الزجاج المضاء باستخدام أقلام النيون، مما يتيح له المحافظة على التواصل البصري مع الطلبة، فيحسن تجربة التواصل معهم، خصوصاً إن كان يحاضر عن بعد، صمم الطلبة اللوح المضيء ليتمتع باستعمال طويل الأمد، وهو قابل للتعديل ومحمول.

Image

آخر الإضافات