رؤية طموحة لتطوير التعليم

الرؤية: يتصدر تطوير التعليم قائمة الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- باعتبار أنّه أساس بناء الإنسان الذي هو هدف التنمية وغايتها، ولأنّه عماد الأمم في بناء الحضارة، وتشييد مرتكزات التقدم، ولأنه كذلك الوسيلة لتوجيه مسارات التنمية، وإجمالا يعد التعليم نقطة الارتكاز الأهم في رفد البلاد بالعقول والكفاءات القادرة على دفع عجلة التنمية والتطور إلى الأمام صوب آفاق أرحب.

واتساقًا مع هذا الاهتمام الكبير، تأتي مناقشة مجلس التعليم أمس في اجتماعه الثاني لهذا العام للاستراتيجية الوطنية للتعليم في سلطنة عمان 2040، والتي تمّ إعدادها تنفيذاً للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – أيّده الله – لتطوير منظومة التعليم بما يواكب مسيرة التنمية التي تشهدها السلطنة؛ وخاصة على الساحة التعليميّة والاجتماعية والاقتصادية.

والشاهد، أنّ “الاستراتيجيّة الوطنيّة للتعليم في سلطنة عمان 2040” ترتكز على رؤية طموحة تتمثل في تحقيق تنمية بشرية واعدة تمتلك المعارف والقيم والمهارات اللازمة للعمل والحياة؛ بما يمكنها من العيش متفاعلة ومنتجة في عالم المعرفة، ومؤهلة للتكيف مع متغيّرات العصر، ومحافظة على هويّتها الوطنيّة وقيمها الأصيلة، وقادرة على الإسهام في رقي الحضارة الإنسانيّة.

ولأنّ تحقيق هذه الرؤية الواعدة والطموحة يتطلب الكثير من العمل القائم على التخطيط السليم، كان لابد من إعداد مشروع خطة تنفيذية لتوصيات الاستراتيجية الوطنية وفقًا لأهميّتها وبحسب أولويّاتها، لذا جاء قرار مجلس التعليم بتشكيل لجنة من مختلف الجهات المعنيّة بالتعليم لمتابعة الإجراءات المتعلقة بهذا الِشأن، بما يضمن التطبيق الأمثل للاستراتيجية على أرض الواقع مع استصحاب الدراسات ذات الصلة ومنها دراسة المرئيات المقدمة حول مراحل ومسارات التعليم. وفي ذات إطار الارتقاء بالمنظومة التعليمية، يمكن قراءة قرارات مجلس التعليم والتي منها تحويل كلية العلوم التطبيقيّة بالرستاق إلى كليّة للتربية تُعنى بإعداد المعلمين العمانيين وتأهيلهم، إضافة إلى طرح برنامج التأهيل التربوي في عدد من الجامعات الخاصة وزيادة أعداد الطلاب الملتحقين بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، ومن شأن هذه القرارات الإسهام في تلبية احتياجات وزارة التربية والتعليم من الكوادر التربوية خلال الفترة المقبلة، بما ينعكس على جودة العمليّة التربويّة والتعليمية وبالتالي تجويد مخرجاتها.

Image