الخليج: أجرى القائمون على تخصص الاتصالات البصرية، في كلية العمارة، والفن، والتصميم في الجامعة الأمريكية بدبي، معرضاً للاحتفال بأعمال ومشاريع الطلاب الفائزة بجوائز في مسابقات، ضمن المهرجان العالمي للإبداع “دبي لينكس”، الذي انعقد من 8 مارس/آذار حتى 11 من الشهر نفسه .
حضر المهرجان إيما فارمر، مدير المهرجان، ورئيس الجامعة الأمريكية بدبي، د . لانس دي ماسي، إلى جانب كوكبة من الأساتذة المساعدين في الكلية، حيث فازت سارة حسن بالمركز الثالث، وفريدة نصار بالمركز الخامس، في مسابقة الإعلان المطبوع للمؤسسة الإنسانية “دبي العطاء”، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في سبتمبر/أيلول 2007 بهدف توفير التعليم الأساسي للأطفال حول العالم بما فيها البلدان النامية، كما فازت الطالبتان هيلا دواودزاي وريم العاني في المركز الأول، في المسابقة التنافسية الثانية، التي حظيت بدعم شركة الاتصالات “دو”، وكانت بمثابة حملة إعلانية كاملة لجمعية نداء القلوب الرحيمة أو “The Angel Appeal” وهي بمثابة جمعية خيرية بحرية في الإمارات، تحظى بدعم مؤسسة آل مكتوم، وتتطلع إلى مد يد العون لآلاف البحارة في كل عام .
أعلنت أسماء الفائزين بحضور لجنة التحكيم، إلى جانب فارمر، وتيري سافاج، الرئيس التنفيذي لشركة لينكس، ومُنحت الجوائز في حفل عشاء خاص، حضره مندوبون عن 2000 شركة رائدة في هذا المجال، إلى جانب عدد من دور الإنتاج والتصميم، وتخلل الحفل تكريم الجامعة الأمريكية بدبي كونها جامعة العام 2015 الأكثر تميزاً .
التقت “الخليج” طالبات كلية الاتصالات المرئية الفائزات بالمراكز المذكورة على مستوى المسابقتين، وتعرفت إلى المهارات الأكاديمية واللاأكاديمية، التي زودتهن بها المشاركة في مثل هذه المسابقات التنافسية والمعارض العالمية، كما رصدت آراء الجامعة من دكاترة وعمداء حول هذه الجوائز مجتمعة، وعلى رأسها فوز الجامعة ب “جامعة العام” الأكثر تميزاً، ووقفت على الأسباب، وراء الفوز بهذا اللقب في هذا التحقيق التالي: منذ تسلمت د . دينا فاعور، أستاذة إعلانات وكاتبة لمنهاج الإعلانات المستحدث والمُفعل منذ سنتين في الجامعة الأمريكية بدبي، درع تكريم الجامعة في مهرجان “دبي لينكس” كأفضل جامعة لعام 2015 وضعته في ركن خاص بمكتبها حتى لا يفارق عينيها المملوءة بفرحة تصعب على الكلمات وصفها، خاصة عندما سُألت عن شعورها أثناء تسلمها الدرع باسم الجامعة، لتقول إنها فخورة بتمثيل الجامعة في مهرجان عالمي كهذا، يُعد أهم حدث للإعلانات حول العالم، حيث تشترك فيه كل شركات الإعلان الرائدة والمحترفة، بالإضافة إلى الجامعات في منطقة الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أهمية هذا المهرجان لجميع المشاركين فيه من أكاديميين وطلبة، لأنه يمكنهم من الاطلاع على أعمال أخرى لحملات إعلانية جديدة وحصرية، وتحليل الأساليب التي تتبعها لحل مشكلاتها، والنظر في أسباب فوزها، في حال اختيارها للفوز .
وتؤكد فاعور الفائدة الكبيرة التي يجنيها الطلاب من المشاركة السنوية في المهرجان، إذ يسمح لهم بحضور ورش عمل متنوعة، والتحدث إلى مختصين مبدعين في مجال الإعلان والتعرف إلى حملاتهم الإعلانية التي يقومون بها والاستفادة من خبراتهم الزاخرة، وتتابع: “تساهم هذه المسابقات في توسيع مداركهم وآفاق تفكيرهم، خاصة لمن يشترك في مهرجان “دبي لينكس” باعتباره حدثاً عالمياً، كما يتمكن من التمييز ما بين فلسفة شركة إعلانية وأخرى، والتعرف إلى أوجه الاختلاف فيما بينها، وتكوين فكرة عن المجال والمنصب الذي يحب الطالب العمل فيه مستقبلاً ويجدون فيه نفسه أكثر من غيره، هذا إلى جانب تقدير أهمية الإبداع .
وتقول ريم العاني، حائزة المركز الأول في مسابقة الحملة الإعلانية المتكاملة لجمعية نداء القلوب الرحيمة، إنها لم تتوقع الفوز بالمركز الأول على الإطلاق، لتنوع أفكار المشاركات المرشحة، والمنافسة القوية التي كانت في المسابقة، من عدة بلدان مختلفة، وتستطرد: “فوزي بالمركز الأول أضاف لي خبرة وسيثري سيرتي الذاتية عند دخولي سوق العمل، حيث زودتني هذه المشاركة الأولى لي في مسابقة مهرجان “دبي لينكس” بعدة مهارات عمليّة، منها: الفخر بعملي، والعمل على التسجيل في هذه المسابقة في دوراتها المقبلة، وغيرها من المسابقات التي تصقل مهاراتنا الشخصية والتعليمية الأكاديمية” .
وتؤكد هيلا دواودزاي، الحائزة المركز الأول المُكرر في المسابقة نفسها، أن المشاركة في مهرجان “دبي لينكس” العالمي، وغيره من المهرجانات والمسابقات التي تنظمها الجامعة، تمكنها من تكوين علاقات تنفعها مستقبلاً في ميدان العمل، وتجعلها تتذوق طعم الانتصار والتكريم لعملها الجاد على المشروع، وتتابع: “العمل لم يكن من مشاريعي الجامعية هذا العام على عكس العام الماضي، عندما شاركت في المهرجان نفسه بمشروع من أحد المساقات الجامعية، وفزت في فئة مسابقة الإعلان المطبوع، ولكن كوني هذه السنة خريجة، وأنهيت أغلب مواد تخصص الإعلان الذي أدرسها، فيمكن القول إني قدمت عملاً أفضل لهذه الدورة من المهرجان، في مسابقة الحملة الإعلانية المتكاملة”، مبينةً أن مستوى التنافس نفسه في المسابقتين، وعلى مدار عامهما المتتاليين .
ويلفت الحائز المركز الثالث في مسابقة الحملة الإعلانية الكاملة لجمعية نداء القلوب الرحيمة المدعومة من شركة الاتصالات “دو” كريم العثماني، إلى أن تصميم الحملة سمح بالعمل على قضية إنسانية، بإلقاء الضوء على البحارة، الذين يقضون أغلب أوقاتهم في البحر ولا يرون أهليهم لمدة طويلة .
ويقول العثماني إنه ومن خلال الحملة لم يتم الحديث فقط عن هؤلاء البحارة بل عملت على إحداث تغيير إيجابي من أجلهم، بتعريف الناس بمعاناتهم والتحديات والمشاكل التي يواجهونها في عرض البحر، إضافة إلى اقتراح طرق لمساعدتهم، من خلال التبرع، ونشر قضيتهم على نطاق أوسع، لإشعارهم بالاهتمام بهم مجتمعياً وإنسانياً .
توضح فريدة نصار، الفائزة بالمركز الخامس، في مسابقة الإعلان المطبوع للمؤسسة الإنسانية “دبي العطاء”، أن طريقة التدريس القوية، خاصة في تخصص الإعلانات، كانت وراء فوزهم وإنتاجهم أعمال لافتة ومبدعة، تأخذها لجنة التحكيم بعين اعتبارها عند تقييم جميع الأعمال المرشحة، التي بلغ عددها 400 عمل .
وتضيف: “علمتني مشاركتي عدة مهارات، أبرزها التمييز بين الإعلانات المختلفة، وزيادة مستوى إبداعي، والتفكير بشكل أعمق” .
وتبيّن نادين أسبر، طالبة مرشحة في المسابقة، أن ترشيحها حمسها، للاشتراك في المسابقة نفسها في عامها المقبل، وغيرها من المسابقات، لكون الحكام المشاركين من أشهر وأبرز الشخصيات المؤثرة في مجال صناعة الإعلان، وتقول: “اختيارهم لنا من بين أكثر من 100 طالب، رفع معنوياتنا، ومكننا من تبادل الخبرات معهم” .
مسابقات متنوعة
يشير د . وودمان تايلور، عميد كلية الاتصالات البصرية وأستاذ مشارك في تاريخ الفن في الجامعة، إلى أن هناك عدة مسابقات بالإضافة إلى مهرجان “دبي لينكس” حدثت في كلية الاتصالات البصرية، منها جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب، فازت بجائزتها الطالبة صدف رزائيل بالمركز الأول، من فئة التصوير الرقمي، مؤكداً أهمية هذه المنافسات والمسابقات، التي تحصل في الحرم الجامعي للطلاب، والتي تعطي للطلاب خبرة في المسابقات الفنية، والخوض في عالمها التنافسي قبل التخرج ، والتعرف إلى كل الإجراءات اللازمة للتقدم إليها، إلى جانب إعطائهم فرصة للظهور ووضع بصمة لهم في المجال الفني، إذ يصعب على الفنانين الجدد وبشكل عام إبراز أنفسهم فنياً، ولكن مع وجود مثل هذه المسابقات والجوائز، فهي تحمس الطلاب والطالبات والفنانين المبتدئين، لإبراز أعمالهم، ويعطي مثالاً عن ذلك، بذكر أسماء الطالبات سارة بستكي، صاحبة مشروع “إحساس الصوت”، ومارية شرف عن مشروعها ” Fluctuation” وآمنة عبدلله بن ثنية، صاحبة مشروع “ثورة المونتاج”، المشاركات في معرض برنامج الشيخة منال للتبادل الثقافي، الذي بدأ من 26 مارس/ آذار، وانتهى يوم السبت 4 إبريل/ نيسان، تحت رعاية سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة .
جامعة متميزة
عن أسباب استحقاق الجامعة الأمريكية بدبي لقب جامعة العام 2015 الأكثر تميزاً، تلفت د . دينا فاعور، أستاذة إعلانات في الجامعة الأمريكية في دبي، إلى عوامل عدة ساهمت في نيل الجامعة هذا اللقب من قِبل المهرجان العالمي للإبداع “دبي لينكس”، الذي خصص هذه الجائزة ولأول مرة في موسمه لهذا العام، بهدف تشجيع الجامعات، للمشاركة فيه بشكل أكبر في دوراته المقبلة، ومن هذه العوامل إشراف رئيس الجامعة د . لانس دي ماسي المتخصص في مجال الإعلانات والتسويق وتوجيهاته المستمرة للتطور والتقدم في مجال الإعلان ومناهجه المعتمدة، وذلك لكونه الرئيس الأسبق للقسم الإماراتي في جمعية الإعلان الدولية، إلى جانب تحديث منهاج الإعلانات في الجامعة من سنتين تقريباً، من خلال الاطلاع على المناهج المُتبعة في أفضل الجامعات في أمريكا الشمالية، باعتبارهم مرجعاً مهماً في هذا الحقل، واستطلاع آراء الطلبة المتخرجين من الجامعة الذين دخلوا سوق العمل، والحاليين، للوقوف على مواطن الضعف والقوة والعمل على تحسينها، بالإضافة إلى التواصل المستمر مع مستشارين واختصاصيين إعلانيين، بما فيهم شركات الإعلان الرائدة في مجالها، والتي لا تتردد لزيارة الجامعة وإبداء رأيها في المناهج المُطبقة، والتواصل مع الطلاب بشكل مباشر، ليعرضوا عليهم مشاكل حقيقية تعترضهم لترويج شركات واقعية، وإجراء حملات إعلانية لها بطريقة مبدعة، لتدريبهم على حلها، قبل دخول سوق العمل، وما يميز الجامعة عن غيرها من الجامعات، على حد قولها .
وتضيف: “فوز الجامعة بهذا التكريم يرجع أيضاً إلى مثابرة الطلاب وعملهم الدؤوب، لتحسين مشاريعهم والخروج بأفضل النتائج، مهما وُجه إليهم من نقد، من خلال إيجاد حلول إبداعية متميزة” .