الوسط: لفت انتباههم الازدحام المروري وحركة السيارات بشكل يومي وفكروا في تحويل الطاقة الحركية لها إلى طاقة كهربائية، فقصدوا لتنفيذ ذلك محلات تصليح السيارات ومحلات بيع الخردة ليحوّلوا فكرتهم لمشروع
من شأنه أن يحول الطاقة الحركية للسيارات إلى طاقة كهربائية نظيفة وصديقة للبيئة، فقد صمم البحرينيون الثلاثة والذين التقت بهم «الوسط» أمس السبت (24 أغسطس/ آب 2013) وهم علي فيصل حسن، علي حميد جمعة ومحمد علي حسن جهازاً ميكانيكياً ليكون مشروع تخرجهم من دراسة الهندسة الميكانيكية بجامعة البحرين ويحظى بدرجة الامتياز.
وتحدثوا عن فكرة المشروع والتي تقوم على تحويل طاقة السيارات واستغلال الازدحام المروري لطاقة حركية عن طريق وضع جهاز ميكانيكي أسفل الطريق، واصفين الطاقة الناجمة عنه بالطاقة النظيفة والصديقة للبيئة، لافتين إلى أن المشروع من شأنه أن يوفر 12 واط من كل سيارة.
وفي الوقت الذي أبدوا فيه سعادتهم لإشارة وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة للمشروع عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، عبروا عن خيبة أملهم مما وصفوه بـ «تجاهل» الجهات ذات العلاقة بالمشروع كهيئة الكهرباء والماء و «تمكين» وبعض الوزارات ذات العلاقة.
وذكروا بأن فكرة تحويل الطاقة الحركية إلى كهربائية موجودة في بعض الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الأميركية وكندا وبعض الدول العربية مثل استغلال حركة المياه والطواحين الهوائية، مستدركين بأن فكرة تحويل حركة السيارات لطاقة كهربائية هي فكرة جديدة عكفوا على تنفيذها باستخدام أبسط الإمكانيات.
وفيما يتعلق بمميزات المشروع، بينوا بأنه ينتج طاقة نظيفة وصديقة للبيئة وخالية من التلوث وأنه أحد أنواع الطاقة الخضراء وأن تطبيقه من شأنه أن يعم بالفائدة على الفرد والمجتمع ويكون سابقة تسجل لمملكة البحرين.
وتحدثوا عن العراقيل التي واجهتهم في تصميم المشروع والتي بدأت بعدم اقتناع المسئولين في الجامعة بالفكرة تارة وانشغالهم تارة أخرى، موجهين كلمة شكر لكل من ساعدهم من الهيئة الأكاديمية في الجامعة وهما جلال الخاجة وعلي نوروز.
وتابعوا بأن من بين العراقيل أيضاً العامل المادي، إذ قالوا: «صممنا نموذجاً للمشروع بإمكانياتنا المتاحة كوننا طلبة ولا نملك دخلاً مادياً، وفي حال تم تبني مشروعنا يمكننا تطويره بشكل أفضل باستخدام إمكانيات أكثر تطوراً وفريق عمل يضم طلبة من تخصصات هندسية مختلفة من شأنها أن تثري العمل لذا نرى بأن مشروعنا متميز ويحتاج لدعم مادي وتقني وجهة داعمة ليطبق على مستوى المملكة».
وفي ذات السياق، أشاروا إلى أن تلك العراقيل لم تكن تخصهم فحسب بل كانت تشكل عراقيل معظم الطلبة في الجامعة إبان تصميمهم لمشروعات التخرج، موضحين بأن إدارة الجامعة توجه الطلبة لتصميم مشاريعهم من دخلهم الخاص على أن تقوم بصرفه لهم بعد فترة طويلة.
وذكروا بأن مشروعهم لم يكلفهم كثيراً كونهم اعتمدوا على مواد من محلات الخردة ومحلات تصليح السيارات وذلك لتجاوز مشكلة المادة.
وتابعوا بأن الجامعة لا تقوم بالتسويق للمشاريع المتميزة، مبينين بأنها تدشن معرضاً للمشاريع فقط يقصده مندوبون من الشركات الكبرى والذين عادة لا يبدون ذلك الاهتمام المرجو للمشاريع المعروضة على حد وصفهم.
وأشاروا إلى مشاركتهم في معرض للأمم المتحدة في الفورمولا 1، واصفين المعرض بالإعلامي، وقالوا «إن الدول المتقدمة تنفق الكثير على مثل هذه المشاريع وغيرها ولاسيما إن كانت صادرة من الشباب وفي مملكة البحرين يتم منح الطلبة شهادة تقدير ودرجة في شهادته الجامعية وينتهي الأمر وعبر هذه السطور نأمل بأن تكون درجة الامتياز التي حصلنا عليها بداية وليست نهاية».
وأملوا بأن يتم تبني مشروعهم فضلاً عن تفعيل دور مراكز الأبحاث في مملكة البحرين وإطلاق جمعيات علمية، متمنين أن يتم تدشين معارض علمية على مستوى المملكة فضلاً عن تبني الصحف المحلية لمثل هذه الأفكار من خلال تدشين ملاحق علمية سنوية في أقل تقدير لعرضها للرأي العام واستغلال الطاقات الشبابية في الوجهة الصحيحة من خلال تبني أفكارهم الخلاقة والمبدعة أسوة بكثير من الدول.
ولفتوا إلى أن كثير من الخريجين ممن يملكون طاقات هائلة وإبداعية بعضهم عاطل عن العمل وآخرون يعملون في وظائف روتينية ولا تتناسب مع شهاداتهم وقدراتهم من شأنها أن تقتل الإبداع لديهم، خاتمين حديثهم بتوجيه نداء للمعنيين في مملكة البحرين بتبني تلك الطاقات والاستثمار في المواطن.
اترك تعليقاً