قمة النجاح في الحياة

ليلي بنت سالم بن سيف السلامية

الإنسان بطبعه طموح ولديه طموحاته التي يسعي ويرغب إلى تحقيقها في جميع مجالات حياتة ،والنجاح يعتبر غريزة أساسية من الغرائز الأخري في الإنسان التي يسعي للوصول اليها بشتى السبل والطرق التي تساعده على تحقيق أهدافه وطموحاته من اجل الحياة السعيدة التي تخلق في ذاتة مقومات الثقة و القدرة على العمل والعطاء.

وهذا يعني ان الله سبحانه وتعالي خلق الإنسان والوجود والكون ليس فقط لبنائة وتعميرة بالمنازل والبيوت والحضارات والتباهي بالمال و بما هو

موجود ،وإنما الله خلق الكون لكي نعمرة بنجاحاتنا وإنجازاتنا وإسهاماتنا ،وأن تكون لنا بصمة تشهد لنا على ما حققناة في جميع مجالات الحياة والتي من خلالها ننال فيها رضا الله واستحسانه في الآخرة وهذا ما نناله من أجر وثواب ويكون في ميزان حسناتنا. ( الحياة العظيمة تقاس بالأعمال العضيمة لا بالسنين الطويلة).

والنجاح يعتبر محصلة العمل الذي تسعى إلى القيام به من خلال بلورة افكارك الإيجابية وتركيزك على الهدف الذي تريد أن تحققة .

ونجد هنا أن استمراية النجاح في الحياة هو عدم الوقوف في محطة واحدة ، وهذا يعني أن النجاح يجره نجاح وتجره نجاحات آخري ،إذا سعيت بكل أهدافك ومعانيك وقناعاتك لتحقيق الهدف الذي تسعي إليه.

إذن” تعريفك للنجاح هو نجاحك”
وهو تحويل العمل المرغوب إلى هدف تسعى إلى تحقيقه.

لابد هنا أن يركز الإنسان عندما يسعى إلى تحقيق النجاح في حياته إلى التفكير في قدراته وامكانياته ،وعدم النظر والتفكير في امكانيات وقدرات الأخرين وماذا لدى الآخرين،فإجعل نجاحاتك لك انت خاصة بك وإجعل نجاحك شيئا شخصيا وبشروطك الخاصة ومعاييرك وكن صادقا مع نفسك وذاتك.

اذا توقعت الفشل في حياتك ستكون على ما تعتقده وستبني فكرتك على الفشل، وإذا فكرت في النجاح ستجني النجاحات التي تسعي اليها ،مثال “أن تكون غنيا في حياتك ستكون كذلك لأنك بلورة فكرة الغني وكيف ستحققها في حياتك “، أيا ً كان الغنى الذي تسعى إليه ـ مثال “امتلاك المال ،المنزل ،او غني المعاني والاخلاق والقيم”.

لذ نجد تومس اديسون ،وصاحب محلات كنتاكي جربا الفشل اكثر من الف مرة، وفي كل مرة يفشلان يخرجان منها بمعرفة حتى وصلا وحققا أهدافهما ، فشلهما ومحاولاتهما كانت من اسباب نجاحهما وتحقيق أهدافهما، بتعلمك ومحاولاتك ستنجح ، واعلم أن الناجحين عانوا من انتكاسات ومعوقات كثيرة قبل أن يحققوا النجاح وذلك لعدة اسباب وهي:
عدم الاستسلام أبدا.
تعلم اشياء من كل انتكاسة.

لاتجعل الهزيمة توهن عزيمتك على تحقيق أهدافك ،أيا كانت تلك الأهداف، وما الحياة إلا تجربة نتعلم منها. وحاول أن تحول الفشل إلى نجاح من خلال تركيزك على أهدافك وحاول أن تركز على شيء واحد واعطه كل تفكيرك ولا تجعل عقلك يهيم في التفكير في العديد من الأشياء فإنك هنا تهدر كل طاقاتك الثمينة، وذلك من خلال تطبيقك أسلوب التركيزوالذي من خلاله بوسعك انجاز الكثيرمن الأعمال وتحقيق الأهداف في وقت اقل.

وحاول دائما أن تطور اتجاهاتك العقلية تطويرا إيجابيا ” انا اقدر، انا عازم…..وليس من المحتمل أو يمكن …..الخ ، إذا لم تستطع أن تري بوضوح ما تريد أن تحققة فاعلم أن مصيرك سيكون مبهما ً وغير واضح ،وحاول أن تنظر إلى التضحيات بأنها نوع من انواع الاستثمار،كمثال” التخلي عن بعض متع الحياة الاجتماعية من أجل الدراسة “لأنك هنا تسعى للحصول على درجة علمية عالية بمستوي ناجح ومتميز التي ستقودك لنجاحات في الحياة .

إذا ًعدل من تفكيرك بحيث تنظر إلى التضحيات كنوع من انواع الاستثمار لمستقبلك التي اخيرا ًستقودك إلى الفائدة المطلوبة.
ليس أحد منا لايريد النجاح والسعادة ؟ والنجاح ليس مصادفة بل هو اختيار …. اختيارك انت ، ولتحقيق النجاح لابد ان تركز على الاستراتجيات والسلوكيات لتحقيق الأهداف وعلينا أن نطور وننمي مهاراتنا المرتبطة بإدارتنا الذاتية.

لابد ان نقرر ان نغير ما بانفسنا ،لان تحقيق الأهداف لايتم الا من خلال نظرتنا الى انفسنا من الداخل ونغير انفسنا لنستطيع ان نحقق اهدافنا كقوله تعالي في الآية الكريمة
” إن الله لا يغير مابقوم حتي يغيروا ما بانفسهم) الرعد 11.

وهذه تعتبر الخطوة الأولي في طريق النجاح هو احداث التغيير وإدخال التحسينات والتطوير في حياتك في كافة المجالات ، علما أن الجمود والركود في افكارك وحياتك لن يصنعا لك شيئا ،والروتين القاتل لمسارات حياتك لن تجني من خلاله الا نفس النتائج .

يقول الدكتور علي الحمادي مقولة رائعة في مقدمة كتابة التغيير الذكي:
(لقد أثبت التاريخ أن الإنسان لايمكن له أن يقيم حضارة او يصنع مستقبلا ما لم يغير من نفسه ابتداء، ثم يسير في طريق التغيير حتي يغير من وما حوله،وعندهاسيجني الشهد، وان لم يفعل ذلك فماله غير العلقم والحنظل).
” إذا ً لاتغيير بدون عوائق …وبالاصرار والعزيمة يمكنك التغلب عليها”.

ولتحقيق استراتجيات النجاح في حياتك ركز على :
اولاً:تحديد اهدافك : حدد بالضبط ما تريد، و النتيجة التي تريد تحقيقها.
يقول الدكتور طارق سويدان (إن عملية التغيير ليست عملية عشوائية بل هي عملية تخطيطية واضحة الأهداف والمعالم).

فلابد ان تكون خطتك واضحة ومكتملة مرنة وسهلة وبسيطة وقابلة للتحقيق وفقا للامكانيات المتاحة وعلى اطلاع دائم عليها ،لتعرف ما الذي حققته والذي تبقي بحاجة الى متابعة وتنفيذ ،وأن لاتكون مثالية صعبة التحقيق .

و في كتاب قمم النجاح أشار”المؤلف محمدالزهيري” إلى من يملك هدفا ويعمل على تحقيقه يحصد :-
1- الراحة والاستقرار والشعور بالسعادة والبعد عن حالات الإكتئاب.

2- الثقة بالنفس.

3- حافزا ً قويا ً يدفعه للعمل.

4-زيادة في الخبرات والمعلومات وصقل الشخصية.

5- التألق الفكري.

وايضا ًفي كتاب “افعل شيئا مختلفا “للمؤلف عبدالله الغني”في المبدأ الثالث ارسم خارطة :-
يقول “إذا استخرجت من دائرة تأثيرك فكرة لإحداث التغيير وعمل شيء مختلف ثم قويت دوافعك وعزمت امرك وربطت على قلبك ونويت الإنطلاق فعليك بالخارطة فإن فيها النجاة. وهنا يقصد الكاتب بالخارطة التي ستبين لك عالم الطريق ، من أي نقطة تبدأ وعند أي نقطة تتوقف ومتي تعرف أن المهمة انتهت؟

لذلك علينا أولا ان نحدد الهدف بوضوح ونكتب ماذا نريد ان نغّير، أو نحل أو نصلح أو نحسن ، ثم لماذا؟ لمعرفة دوافعنا وأهميتها وقوتها وتقييم الأسباب والتاكد من جدوى الهدف ، ثم متي نبدأ وأين وكيف سيكون التنفيذ؟ هذه أسئلة الخارطة.

وإذا أردت أن تستمتع بواحدة من اجمل متع الحياة وأن تجد وقتا ً للانجاز والتفكير والاسترخاء ،فإن هناك وسيلة واحدة فقط وهي “أن تأخذ وقتا كافيا في التخطيط للأشياء طبقا لأهميتها وأن يكون لك أولويات “،إذا فعلت ذلك فسوف تصبح حياتك أكثر متعة وسحرا وسيكون لها لون مختلف ويمكنك ان تضيف حينئذ إلى سنوات عمرك “بنيامين فرانكلين”

ابدأ بنفسك ،غير نفسك،ثم تحول لتغيير المحيطين بك
ثم قم بتوسيع دائرة تأثيرك وغير كل ما يعينك الله على تغييره ،واعلم جيدا ًأنه ما ان تقوم بالتغييرفأنت قد انجزت الجزء الأكبر من المهمة.
ثانيا ً:تحلﱠ بعقل باتجاه عقلي إيجابي: لابد من إحداث التغيير الإيجابي قبل البدء بصعود سلم النجاح. حددالأفكار السلبية لديك وتخلص منها لانها تعيقك عن تحقيق اهدافك، فلابد من التوفيق بين افكارك وأهدافك.

فلتكن شخصا مميزا وناجحا، ولابد ان تكون لك رؤية وهي النظرة البعيدة للمستقبل ، ولابد من ان تكون لك اهداف تحددها وفقا للرؤية التي حددتها.

” لايمكن للمرء ان يحصل على المعرفة إلا عندما يتعلم كيف يفكر”
“فيكتور هوجو”

وهنا لابد ان يكون الإنسان متفائلا في الحياة ،وأن تكون نظرته الى مجريات الأمور نظرة ايجابية ، لذلك تجد أن الإنسان المتشائم ينظر للمستقبل إما أنه أكثر سوادا من واقعه أو سيكون متشابها له،وبالتالي الصورة في عينه ستكون سوداء فهو لايتوقع شيئا حسنا في المستقبل كي يتطلع اليه ،فلماذا يعمل ويغير من نفسة إذن؟

يقول النبي صلي الله عليه وسلم(ويعجبني الفأل الصالح ،الكلمة الحسنة).
والنبي صلى الله عليه وسلم كان في اشد الأوقات وأكثرها صعوبة لايفقد الأمل بل كان يبشر أصحابه وهم محاصرون بكنوز كسرى وقيصر ويبشر سراقة وهو مطارد لاحقه جموح قريش بسواري كسرى وتاجه.

فالتفكير الإيجابي هو مصدر قوة يساعدك على التفكير فى الحل ،ومصدر حرية لأنك ستتحرر من معاناة وآلام.

والسؤال هنا : ألم يحن الوقت ان تدرك ماتفكر فيه؟ ألم يحن الوقت لكي تضع طاقاتك وقدراتك الرائعة في تحقيق اهدافك وتتحكم في افكارك وتجعلها تعمل لصالحك ؟ الم يحن الوقت أن تتوكل على الله سبحانه وتعالى حق التوكل وتلجا اليه وتتقرب منه بحب تام ؟ الم يحن الوقت أن تعيش السعادة التي تريدها.

لذلك ابدا من اليوم لاحظ افكارك وقرر قرارا ً قاطعا ان تجعل التفكير الإيجابي جزءا اساسيا من حياتك.
فما دامت هناك حياة هناك أمل.(بول ويلسون).

ثالثاً :ركز على هدفك كل يوم: (ما حياتك إلا مجموعة من الأوقات فأحسن استغلالها)
تامل في حالك اليوم ، أين أنت،أين تقف ماهي الإمكانيات المتاحة لديك ؟اين ومتي وكيف وأين تريد أن تذهب ؟

اذا كل من يسعي إلى تحقيق اهدافه لابد من ان يركز على خطته اليومية والاسبوعية، والسنوية ، وخطته مدى العمر ،لأن الذين لايخططون لايعرفون إلى أين يذهبون،والشخص الذي لا رساله ولا رؤية له معرض إلى هزات ونكبات اجتماعية واضطرابات نفسية،والشخص الذي يحمل رسالة ورؤية، يعتبركابتن يقود سفينتة ينقل البضائع بين البلدان ويعرف الموانئ الجيدة من الموانئ الغير جيدة،فهو واضح في اتجاهاته ومقاصده.
إن الرسالة مرتبطة ارتباطاً عميقا بالسعادة ،والرؤية مرتبطه ارتباطا عميقا ً بالنجاح ، ولك الخيار لو شئت تجمع بين الرسالة والرؤية لتحصل على السعادة والنجاح معا ً.

رابعاً : الثقة: سُئل نابليون عن سره في التعامل مع جنوده ، وكيفية توليده للثقة في نفوسهم،فأجاب : كنت أرد بثلاث على ثلاث من قال: لا أقدر قلت له : حاول ،ومن قال: لا اعرف قلت له : تعلم ،ومن قال : مستحيل قلت له :جرّب.

هنا نجد أننا دائما نحكم على أنفسنا بالفشل والعجز قبل ان نحاول ونجرب ، وهذا المرض الخطير يثنينا دوما ً عن التقدم والشروع في العمل ويزعزع ثقتنا بأنفسنا ويعيق أمامنا طريق النجاح.

إذاً فلنثق بأنفسنا ،ولنجرب ما كنا نخاف منه، ولنعط أنفسنا فرصة ً لاستخدام طاقاتنا ومهارتنا وإمكانياتنا ،الفشل (ماهو الا تجارب وخبرات) والفشل يصنع النجاح.

لابد ان نفتش لنري الذي زرعناه في قلوبنا فصار شعورا ً،او اعتقدناه بعقولنا فصار تفكيراً ً ؟
وهل اعتقاداتنا وافكارنا اليوم محل سعاده ام ألم لنا؟والذي نحتاج ان نخليه منها والذي نحتاج ان نتحلى به؟
عندما تشعر بالثقة تصبح مغناطسيا ً يجذب إليه النجاح ،والثقة بالنفس هي الأساس في النجاح في أي مجال من مجالات الحياة.

خامساً: ابدأ الفعل: بعد أن تفكر وتحدد كل ما ينبغي عليك فعله لتحقيق هدفك ابدأ في العمل أيا ً كانت افعالك صغيرة أو كبيرة،إن كل بوصة تتحركها للأمام تقربك من هدفك.

(ابدا بمساعدة نفسك ومن ثم يساعدك الله) لافونتين

إن من عوامل نجاح التغيير هي الدافعية التي تنطلق نحو تحقيق هدفك الذي اخترتة ، (انطلق نحو تحقيق أهدافك،كن قياسيا ً إذا احتاج الأمر ،او رقيقا ًإن كان ذلك سيجدي،المهم هو ان تنطلق،(اعمل على أن تتخطي كل العقبات لتفوز بالسباق) تشالز ديكنز.
ابدأ في شيء وانجح ولو نجاحا صغيرا وستنهار أمامك الكثير من العقبات.

ومن معينات البدء:
احصل على المعلومات فإنها تعجل الانطلاقة وتبدد الشك والخوف.
عليك بالفورية فإن داء التسويف والكسل يقتل الإنجاز.

ابدأ: الأهداف لاتتحقق بمحض الصدفة ،والخطط لاتنفذها الظروف ،والإنجازات لاتبنى في الواقع بالأحلام والأمنيات.
فالآن :بعد أن وضعت خطتك ،وحددت عليها أهدافك ،ورتبت خلالها اولوياتك ،ماذا تنتظر،قم فبادر بتنفيذها لكي لاتكون مثل الذين قال فيهم رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ( الكيّس من دان نفسه وعمل لمابعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله)رواه الترمذي.

فلا تجعل خطتك مجرد أمان وأحلام تتطلع إلى تحقيقها بلا جهد منك أو عمل
(إذا هممت فبادر،وإذا عزمت فثابر ،واعلم أنه لايدرك المفاخر من رضي بالصف الأخر)

المراجع:-
خبرات وتجارب المدربة العلمية والعملية في مجال التدريب والتطوير الذاتي والإداري.
قوانينك الخاصة. الإبداع الفكري للنشر والتوزيع ،تاليف إيلاف عبدالرحمن الريش،تقديم د:طارق السويدان،أ: بثينة الإبراهيم. 2009م.
كيف تخطط لحياتك. مركز الراشد .د: صلاح صالح الراشد.2007م.
قمم النجاح.شركة الإبداع الفكري للنشر والتوزيع. تاليف المهندس محمد الزهيري.2009م.
التفكير السلبي والتفكير الإيجابي.دار الراية للنشر والتوزيع.د: إبراهيم الفقي.2008م.
افعل شيئا ً مختلفا. شركة الابداع الفكري للنشر والتوزيع.تأليف عبدالله علي العبد الغني. تقديم د: طارق السويدان.2010م الطبعة الخامسة.
برمجة العقل للنجاح. العالمية للكتب والنشر.تأليف مجموعة خبراء ، ترجمة محمد شاهين.2008م.

خاص بمدارسنا دوت نت

Image
مقالات ذات العلاقة