الرؤية: هاجر الرزيقية.. تحمل بكالوريوس فيزياء من جامعة قطر، وتعمل الآن على إكمال دراستها في الماجستير ببريطانيا (تخصص ريادة الأعمال العالمية والجودة), وتعمل في وزارة التربية والتعليم بروي كإخصائية جَوْدة, أدارت الكثير من الورش التدريبية للجودة في مختلف مناطق السلطنة.
وتقول هاجر: إن مجال تصميم الأزياء يمثل لي عشقًا وشغفًا وفنًا منذ الطفولة، إلى جانب عشقي للرسم من خلال مشاركاتي المتعددة في برامج تليفزيونية، والفوز بالمراكز الأولى.. وتضيف بأنها عندما وصلتُ لسن المراهقة كانت تصمم ملابسها وعباءاتها بنفسها، وأن العملية تبدأ عندها من اختيار القماش الملائم، وانتهاءً بشكل القصة النهائي, وتابعت: مع مرور الوقت أصبحت تصاميمي -خصوصًا العباءات- تلاقي استحسان الأهل وصديقاتي، خصوصا في المرحلة الجامعية، وعندما كنت أصمم أي عباءة كانت صديقاتي يطلبن مني تصميم عباءاتهن في مناسبات متعدِّدة، وأن والديَّ شجعاني على ضرورة تنمية هذه الموهبة؛ من خلال عمل مشروع صغير كبداية.
وأشارت هاجر إلى أن إدارة الأعمال من أهم التخصصات المطلوبة في الوقت الحالي؛ نظرا لأهميتها الكبيرة؛ حيث لا تقتصر على مجال واحد، بل تدخل في جميع المجالات، وبما أنها تعمل كإخصائية جودة بوزارة التربية والتعليم فكانت تحلم بأن تدرس تخصصا يجمع ما بين الجودة في مختلف قطاعاتها؛ نظرا لحالة الشغف وحبها لكل ما يتعلق بالجودة، وبين دراسة ريادة الأعمال العالمية؛ نظرا لعشقها لمجال تصميم الأزياء، وكيفية إدارة العمل، ومتطلبات السوق فيه.. واستطردت بأن هدفها الرئيسي كان يتمثل في أن تجمع بين هذين التخصصين، وأنها استطاعت أن تحصل علي ذلك باختيار التخصص المناسب الذي أرضى طموحها من ناحية تنمية حب الجودة وإدارة الأعمال العالمية.. وتقول: إن موهبتي في التصميم كان لا ينقصها إلا الإدارة والتسويق لعلامة “هاجر” التجارية، وبحكم أنني قد أنهيت دراستي في البكالوريوس في تخصص الفيزياء, ومن خلال خبرتي القليلة في السوق وعالم التسويق، فقد كان من أهم الأهداف لي كمصممة تطمح إلى العالمية: دراسة التسويق والريادة العالمية، وهذا ما حققته -ولله الحمد- فقد التحقتُ لإكمال دراسة الماجستير في مملكة بريطانيا بواحدة من أهم جامعات ريادة الأعمال (Sheffield Business School)، وتخصَّصت في دراسة “ريادة الأعمال العالمية والجودة”، وأنهيت السنة الأولى، وحصلت على المركز الأول ولله الحمد، وقد كان تحديا كبيرا بالنسبة لرفع اسم عُماننا الحبيبة؛ فالغربة وشق طريق النجاح، إلى جانب عملي كإخصائية جودة في وزارة التربية والتعليم، وشغفي بكل ما يتعلَّق بأمور الجودة، وتطبيق كل ما اكتسبته من خبرات دراسة الماجستير في مجال التصميم وفي وزارتي الموقرة بإذن الله. خلال تواجدي في المملكة المتحدة، التحقتُ بدورة تدريبية لأساسيات التصميم والتصوير؛ نظرا لأنني أحتاج إلى تنمية قدراتي في التصميم والتصوير لتصوير خطوط عباءاتي؛ حيث إنني أؤمن بأن العلم هو سلاح الإنسان الوحيد لكي يطوِّر من نفسه.
مشروعي “علامة هاجر”، يندرج تحت مظلة المشاريع المتوسطة والصغيرة، وقد كانت البداية الفعلية سنة 2012، من تسجيل علامتي التجارية، والتي تحمل اسمي “هاجر” في تصميم الأزياء وتحديدا العباءات النسائية. وتضيف: تعاملي مع تصاميم عباءاتي ببساطة هو تعامل أي فنان مع أي لوحة فنية؛ لأنني أسعى إلى أن أصل بتصاميمي بالعباءة التقليدية إلى العالمية، عن طريق الابتكار والبساطة في القصة؛ فكل عباءة أصممها هي بمثابة لوحة فنية وليست بغرض ربحي أو تجاري؛ حيث أحرص بالمرتبة الأولى على الجودة والإتقان في اختيار كل ما يتعلق بالعباءة، وأراعي أدق التفاصيل في التصميم والشكل النهائي للقصة واختيار الأقمشة ذات الجودة العالية؛ سواء كان من خامات العباءة نفسها، أو الألوان، إلى جانب الاختيار الدقيق للأكسسوارات المناسبة، خصوصا وأن مجال تصميم العباءات يُعتبر تحديًا كبيرًا بالنسبة لي لضرورة الحفاظ على اللون الأسود التقليدي للعباءة، مع مراعاة الحفاظ على إطار الحشمة الذي يمثلها.
وأشارت إلي أنها شاركت في عدد من الأنشطة والفعاليات؛ من بينها: معرض الأزياء في لندن 2013، ومعرض مبادرة تشجيع الطلاب لإدارة أعمالهم الخاصة في شفيلد 2014، هذا إضافة إلى معارض في سلطنة عُمان؛ منها: معرض في كلية الدراسات المصرفية والمالية في بوشر لكفل الأيتام سنة 2012. وعرض أزياء في الكلية التقنية ضمن تخريج دفعة تصميم الأزياء سنة 2012.
واستطردتْ بأنها تطمح إلي أن تنهي دراسة الماجستير، وتتخرج بامتياز لكي تخدم بلدها، وأن تكون أهلا للثقة التي أولاها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- للمرأة العمانية، هذا بجانب طموحها وشغفها لأن تفتتح محلها الخاص في الأوبرا جاليريا، وأن تشارك في واحد من أهم عروض الأزياء في باريس.
وذكرت أن من أهم أهدافها وطموحها أيضًا -بعد إكمال دراسة الماجستير- هو المساهمة في تحقيق وتطوير نظام إدارة الجودة بوزارة التربية والتعليم؛ نظرا لأهميته الكبيرة, وهذا ما أكدت عليه معالي الدكتورة مديحة الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، في آخر اجتماع ترأسته؛ حيث أكدت معاليها أن نظام الجودة يأتي تزامنا مع التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وأن هذا المشروع يأتي متماشيا مع الجهود الجبارة التي تقوم بها الوزارة لتجويد الخدمات التعليمية التي تقدمها للمستفيدين.
وتقول هاجر إنها حاليا تجهز لعرض الأزياء الذي ستشارك به في بريطانيا، وقد أسمته تيمنا بعمان (Omani Culture)، وتمنت أن توفَّق في إبراز حضارة السلطنة بالوجه الأسمى.
واختتمت هاجر حديثها بالقول: كلمة أخيرة أوجهها للفتاة العمانية، وهي أن تبتعد عن السلبية، وتأجيل الأعمال للغد، وأن تواجه كل التحديات بصبر وذكاء لكي تصل إلى النجاح ورسم الأهداف الواضحة قبل أي شيء، وأن تعي أن كل صعب سوف يكون سهلا في يوم من الأيام بالمثابرة والاجتهاد؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- لا يضيع أجر من اجتهد وسعى.