روبوتات طلاب الإمارات تكتب إنجازات دولية

الخليج: مجهود كبير تبذله فرق الربوت والأندية العلمية للمدارس على مستوى الدولة، تطلعاً إلى العالمية في مجال تصميم، وتركيب، وبرمجة الربوت . وبعد مشاركات عديدة في المسابقات المحلية والعالمية، استطاعت الفرق الممثلة للدولة في أولمبياد الربوت العالمي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، الحصول على المركز الأول على مستوى العالم متغلبين على الفرق المشاركة في الفئات المفتوحة، والمشروع المتميز، حيث فاز فريق المدرسة الثانوية بدبي بربوت طائر يحمي ويروج للتراث العالمي، وفريق المدرسة الثانوية الفنية في أبوظبي بربوت رجل الإطفاء الذي فاز بإجماع لجنة التحكيم لتكامل فكرته بين الحماية، والتعامل السريع على الأرض، إضافة إلى المراقبة الدائمة لحديقة “جواندو فلورانس بارك” العتيقة في إفريقيا الوسطى، بينما اشترك معظم المتنافسين في الفئة المفتوحة في أفرع الترويج وحماية الأماكن الأثرية والتاريخية التابعة للمنظمة .
عن المشروع الفائز يقول مشرف الفريق عمار ضيف الله، مدرس قسم الهندسة في المدرسة: “بعد دراسة المخاطر التي تتعرض لها الحديقة وجدنا أنها مهددة بثلاثة أنواع هي الصيد الجائر، والحرائق، إضافة إلى الفيضانات التي تتعرض إليها المنطقة بشكل سنوي، وبعد الوقوف على الأسباب بدأ الفريق تصميم روبوت يحمي الحديقة من هذه العوامل، ويجمع خصائص تمكنه من مراقبة حركة الصيد غير الشرعية من خلال كاميرات ثابتة، تنقل الصورة للكمبيوتر أو الهواتف المتحركة، ويقيس درجات الحرارة العالية حتى يمنع حرائق العشب الجاف، كما أنه مجهز بخراطيم ومعدات إطفاء، يمكنها التدخل السريع وإخماد الحرائق وقت نشوبها . أما التعامل مع الحيوانات وقت الحرائق فالربوت مزود بروافع تحمل الحيوانات إلى أماكن الحماية والإسعاف” .
يضيف: “حصل مشروع رجل الإطفاء على إجماع لجنة التحكيم، لأن فكرته متكاملة بين الحماية، والترويج، والتعامل السريع على الأرض، إضافة إلى المراقبة الدائمة على مدار الساعة، وسهولة نقله للمعلومات عبر الوسائل الحديثة المتصلة بالإنترنت، حيث يساعد القائمين على الحديقة في التعرف إلى الحالة اللحظية للحيوانات داخلها، ومن ثم إسعافها أو نقلها في حالة الحرائق والفيضانات .
كما يروج الروبوت للحديقة من خلال نشره للصور بشكل مباشر على الإنترنت، ما يسهل للزوار الدخول على موقعها ومتابعة الصور المباشرة التي يبثها الروبوت عليه .
عن مشاركته ودوره في إنجاز ربوت الإطفاء يقول عمر الطنيجي، طالب بالصف الحادي عشر قسم هندسة الطيران بالمدرسة الثانوية الفنية في أبوظبي: “كان هناك العديد من الأفكار المدرجة في جدول مسابقات الأولمبياد، لكننا بحثنا عن فكرة مميزة تمكننا من استخدام كل ما تعلمنا عن فنون الروبوت في المسابقة الدولية . وبالفعل وقع اختيارنا على فكرة الروبوت الإطفائي الذي نتحكم فيه عن بعد لأداء مهام محددة، مثل الإطفاء، والتصوير، والحماية، والترويج” .
أما زميله سعيد الشامسي فكانت مهمته تركيب كاميرات الروبوت والتحكم فيها عن بعد، إضافة إلى تحليل صورها، والتأكد من موقعها ومراقبتها للأماكن الحيوية في الحديقة .
ويتابع: “توقعنا الفوز في الأولمبياد العالمي للربوت، لأننا بذلنا جهداً كبيراً لكننا لم نتوقع الفوز بالمشروع المتميز” .
أما العضو الثالث في الفريق يوسف المزروعي، فكانت مهمته برمجة الروبوت باستخدام البرمجة المعتمدة لدى الجائزة . كما ساعد زملاءه في تحويل الأفكار إلى واقع ملموس من خلال برمجة حركات الروبوت الآلية .
فاز فريق مدرسة الورقاء الثانوية الإنجليزية بدبي بالمركز الأول على مستوى العالم عن الفئة المفتوحة، بعد تصميمهم نموذجاً لإنسان آلي يحمي ويحفظ التراث العالمي . وكان الفريق المكون من أربعة طلاب ومشرف حصل على المركز نفسه في أولمبياد الروبوت السنوي التي أقيمت العام الماضي في أبوظبي، واختير لتمثيل الدولة في المسابقة العالمية للربوت التي أقيمت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا .
عن مشاركة الفريق يقول مشرفه راما راو، مدرس علوم بالمدرسة، دشنا فريق الروبوت بنادي العلوم بالمدرسة منذ أعوام عدة، ويشارك فيه عدد كبير من الطلبة موزعين على فرق المرحلة الثانوية الثلاثة، ومنذ تأسيسه احتفظ الفريق بمراكز متقدمة في الأولمبياد الوطني للربوت منذ 2010 حتى 2013 .
وعن كيفية إعداد الفريق يتابع: “مع بداية كل عام دراسي نوزع استمارة رغبات على الطلبة الراغبين في المشاركة في النادي العلمي، ونجري لهم اختبارات، كما نتابع الطلاب المتميزين علمياً داخل الصفوف، وبعد اختيارهم نقيم لهم الورش للوقوف على مهاراتهم التي يجيدونها ومن ثم توزيعهم على تخصصات الروبوت من برمجة، وتشكيل، وفك وتركيب، وتصميم” .
وحول الروبوت الفائز بالمركز الأول على مستوى في الأولمبياد العالمي 2013 يضيف:” وقعنا في حيرة اختيار المجال الذي سنصمم الروبوت من أجله، إلى أن وقع اختيارنا على فئة “التراث العالمي” التي تمحورت أفكارها حول تصميم نموذج الحفاظ على المواقع التراثية والتاريخية المسجلة في قائمة التراث العالمي .
ويتكون الروبوت بحسب مشرف الفريق من جهاز طائر، يمكنه التصوير وإرسال التقارير إلى قاعدة بيانات متصلة بكمبيوتر مستقبل على الأرض، مما يتيح للفريق فرصة تحليل البيانات والصور الملتقطة قبل نزوله .
وحصل الروبوت على إجماع المحكمين واختير من بين 36 عملاً على مستوى العالم .
بينما شارك أمل مادوحو زملاءه تصميم مراحل الروبوت التي أخذت عدة خطوات حتى استقروا على شكله النهائي، إضافة إلى مراحل التركيب التي وصفها بالصعبة لأنه أول ربوت طائر أشترك في تصميمه وتركيبه .

خبرة دولية

للمرة الأولى له كمحكم دولي، شارك طلال معتوق النعيمي، مدرس مادة تقنية المعلومات في العين، في الدورة الأخيرة لأولمبياد الروبوت العالمي . بعد أن حكم على المستوى المحلي العديد من المسابقات المحلية للربوت .
عن مشاركة فريق الإمارات وأدائه مقارنة بالفرق العالمية يقول: “شرفت بتمثيل الدولة في الأولمبياد كمحكم دولي، وسعدت كثيراً بالخبرة الكبيرة التي أصبح يتمتع بها طلبة الإمارات في مجال الربوت، وهو ما كان ليتحقق إلا بالدعم الكبير الذي توليه الحكومة لقطاع التعليم في الدولة .
وكما يحصل الطلاب على الخبرة التي تمكنهم من التمثيل المشرف للدولة، ورفعهم لعلم الإمارات في فعاليات الربوت العالمية، حصلت كمحكم من خلال المشاركة في أولمبياد الربوت العالمي والاحتكاك بمحكمين من جميع دول العالم، والاطلاع على تجارب الفرق المشاركة، على خبرة كبيرة تمكنني من خدمة الفرق المحلية التي تستهدف الوصول إلى العالمية” .

Image