الخليج: طائرة من دون طيار، وكاميرا من دون مصور، نقلت الإماراتي “أحمد جمعة الأملح”، من مجرد تجربة وهواية إلى التخصص في مجال التصوير الجوي بواسطة الطائرات اللاسلكية ذات التحكم عن بعد، قدم الأملح أعمالاً تصويرية متعددة في
المجال السينمائي الفوتوغرافي وأفلام الفيديو . في هذا الحوار تحدث عما يميز هذه الهواية وطريقته في التصوير وأهم المتطلبات التي ترافق العمل من الجو وكيف يتعامل مع الطائرة اللاسلكية عن بعد .
كيف تدرجت في هواية التصوير الجوي بالطائرة اللاسلكية؟
منذ عام 1999 وهوايتي الأساسية هي التحكم بالطائرة اللاسلكية عن بعد بواسطة الريموت كنترول وكنت أشغل أوقات الفراغ وأستمتع بشكلها وهي تحلق في السماء إلى أن ارتسمت لي فكرة التصوير عبرها مع كثرة القراءة ومواكبة كل جديد في هذا المجال فهذا النوع من التصوير انتشر في أوروبا وأمريكا حتى إن أغلب الأفلام في هوليوود تصور سينمائياً من خلالها عبر كاميرا كانون “فايف دي” وال”ريد ايبك” المتطورة بأحجامها الكبيرة وتعلق أسفل الطائرة اللاسلكية وتصور بشكل احترافي، لهذا اتجهت إلى التخصص في التصوير الجوي حيث تحولت الهواية إلى مشروع وطني متخصص .
عرفنا أكثر بتفاصيل المشروع وأهدافه؟
قدمت فكرة المشروع إلى مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب وتلقيت دعماً من خلال حصولي على رخصة “انطلاق” وهي بمثابة تخويل تجاري أنجز بموجبه كل أعمالي مع المؤسسات والأفراد بشكل رسمي، ورسوم هذه الرخصة ألف درهم فقط، ومنها تمكنت من إنشاء سجل تجاري وحساب بنكي خاص لشركتي وحالياً أعمل بمفردي من دون مساعدين أو موظفين حسب شروط الرخصة إلى حين الانتقال إلى ترخيص جديد يخولني توسعة عملي واستقدام موظفين، واعتبر هذه البداية خطوة مهمة وهدفي يرتكز على إنشاء أول مؤسسة وطنية متخصصة في مجال التصوير الجوي بواسطة الطائرات اللاسلكية ذات التحكم عن بعد تقدم أعمالاً تصويرية مميزة تشجع الهواة الشباب على التدريب والتطوير وكسب مهارات جديدة في هذا المجال، وهذا ينصب كله على تشريف صورة بلدي الإمارات وتمثيلها خير تمثيل .
كيف تعمل الكاميرا عن بعد؟
هناك جهاز خاص للتحكم بعمل الكاميرا عن بعد، وأستطيع من خلال “مونيتور” أو شاشة عرض صغيرة تحديد اللقطة المراد تصويرها ورؤية تفاصيل المشهد من أعلى، وتوجد شاشة عرض أخرى تكشف مسار الطائرة في الهواء واتجاه حركتها، وتدور الكاميرا مقدار 360 درجة، كما توجد قاعدة خاصة لتثبيتها أسفل الطائرة، ويبلغ أقصى ارتفاع تصويري 600 م لتسجيل المناظر التي تتسم بجمال أخاذ وأبعاد تصويرية جديدة، ومثال ذلك أطول برج إذاعي في الصين حيث نقلت صوراً غاية في الروعة وعبر التصوير الجوي بالطائرة .
هل تتبع قواعد معينة أثناء التصوير؟
ليست قواعد بل مهارات أنميها بالتمرين اليومي حيث لا بد من الاعتماد على نظرة ثاقبة في تحديد الكادر المراد تصويره سواء فيديو أو فوتوغرافي قبل طيران الطائرة ومن ثم المحافظة على توازنها ومستوى الارتفاع بشكل يسهل عملية التصوير عن بعد، وهي عملية تحتاج إلى دقة وتركيز مضاعف تمكنني من تفادي الأخطاء، مع ضرورة المحافظة على مسافات الأمان والسلامة .
تكلمت عن السلامة هل من احتياطات معينة تتخذها؟
الحذر مطلوب لأنني أتعامل مع جهاز إلكتروني وهو الطائرة اللاسلكية وحدوث مشكلة عارضة أو خلل مفاجئ أمر وارد، لذلك أعتمد فحصاً دورياً يسبق عملية إقلاع الطائرة حيث أتأكد من فعالية البطارية وعمل المراوح وجاهزية الرادار وثبات الكاميرا لهذا خصصت ورشة في بيتي مجهزة بكل المستلزمات والمعدات الضرورية، وفي حال تجمهر الناس حولي أثناء التصوير أشدد على الابتعاد مسافات معينة حتى أضمن سلامة الجميع ولكي لا يتشتت ذهني أثناء التصوير .
أذكر لنا الأعمال التي قدمتها سواء فيديو أو فوتوغرافي؟
صورت لقطات لبرنامج “علوم البحار” لمصلحة قناة “توازن” تجسد الحياة البحرية وتفاصيل رحلات صيد السمك، إلى جانب تصوير سباقات الهجن والخيول والسيارات وغيرها، وخصصت في الموقع الإلكتروني الخاص عرضاً مفصلاً لهذه الأفلام والصور وميزة التصوير الجوي بالطائرة هي تقديم صور ومشاهد لا تكرر، فالطائرة تؤمن ثباتاً في التصوير والوصول إلى الأماكن الصعبة والقدرة على التغطية الواسعة وبمساحة أكبر،
وهل تنوي التفرغ الكلي لهذا النوع من التصوير؟
نعم، لأساهم في نشرها كمهنة تشجع الهواة وتجمعهم على العطاء والتميز لأجل الوطن أولاً وأخيراً، فنحن لا ينقصنا شيء وما يقدم اليوم لأبناء الوطن هو تمكين حقيقي ينمي المواهب والكفاءات ويشجعها على العطاء والبذل وواجبنا رد الجميل والمساهمة الفعالة في تقديم المزيد لدولتنا الغالية .