دار الخليج: يعكف كثير من الشباب الإماراتي اليوم، وتماشياً مع استراتيجية الدولة في تحفيز أفكار الشباب على الخروج بنتائج تفيد الدولة والمجتمع، على ابتكار مشاريع تعمل على استثمار الموارد الطبيعية وتوظيفها في مشاريع بيئية تخفف عن الدولة بعض الإنفاق وتتماشى والأهداف البيئية، ومن ذلك المشروع الذي قدمه كل من مها الشحي وحصة الحرمي وأحمد أهلي في الملتقى العلمي العالمي “إكسبو 2013″، مشروع إعادة استخدام “المياه الرمادية” في ري الزراعة التجميلية واستخدامها في دورات المياه .
يهدف مشروع إعادة استخدام “المياه الرمادية”، إلى التقليل من استخدام المياه النقية في ري المزروعات التجميلية واستثمار بعض مكونات النخيل غير المستثمرة، وجاءت هذه المبادرة كبحث تخرج أعدته مها الشحي وحصة الحرمي عن قسم الهندسة المدنية والبيئية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وأحمد أهلي عن كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة دبي بإشراف الدكتور حسن درويش عمران، وفي ذلك تقول مها الشحي: “بحسب ما قمنا به أنا والزملاء من بحث في ما يخص نسبة الاستهلاك من المياه النقية، تبين أن ما يقارب 60% من الماء النقي تستخدم في ري المزروعات، ولذلك نهدف إلى تقليل هذه الكمية وسط شح المياه الذي يعانيه العالم والدولة، حيث يعاني نقصاً في المياه بسبب الزيادة السكانية والإفراط الزائد في استخدام المياه، وللتغلب على هذا النقص اهتمت دولة الإمارات بشكل كبير بتحلية المياه وإعادة تدويرها على المستويين الاتحادي والمحلي، ولذلك فإن آلية مشروعنا تعتمد على تصميم نظام بسيط لترشيح المياه الرمادية، التي يمكن إعادة استخدامها لري الحدائق العامة والاستخدام في دورات المياه، ويتطلب هذا التصميم معرفة الخصائص الكيميائية والفيزيائية للمياه الرمادية مثل كمية المواد الصلبة العالقة في المياه ونسبة التعكير ودرجة الحموضة والزيوت والشحوم والمواد الأخرى” .
وتشير مها الشحي إلى أن خطة العمل لتصميم المرشح أو “الفلتر” تمت بعد إجراء عدة خطوات، أهمها إجراء أبحاث مسبقة حول هذا الموضوع، وتحليل النتائج في المختبرات، والحصول على النتائج ومقارنتها مع المعايير الأساسية العالمية المستخدمة لري الزراعة التجميلية، واختيار التصميم الأكثر مناسبة والأكثر اقتصادية، وبذلك خلص المشروع إلى تصميم مرشح يتكون من طبقات مختلفة من بعض المواد المحلية مثل الرمل والحصى، والكربون المنشط، وبعض أجزاء من شجرة النخيل (الشماريخ، ليف النخل، نواة التمر) والتي تعتبر مواد غير مستغلة، وتفصل الشحي قائلة: “تم تطبيق المشروع عن طريق تمرير المياه الرمادية في المرشح وتحليل المياه قبل وبعد التصفية، ودراسة نتائج المياه المصفاة ومقارنتها بالمعايير العالمية لري الزراعة التجميلية، وتوصلنا إلى أن النتائج طابقت المعايير العالمية للمياه المستخدمة في ري المزروعات التجميلية”، وتشير إلى أن اختبار المياه الرمادية بعد أن تم ترشيحها بوساطة المرشح الذي قاموا على تصميمه، أظهرت أن نسبة الترشيح لمياه قابلة للاستخدام وصلت إلى ما نسبته 50% للمياه، وكان لإضافة الكربون المعاد تصنيعه أثره في تخليص المياه من الروائح الكريهة، وبذلك كانت النتيجة أن المياه المستخلصة طابقت المواصفات العالمية لري المزروعات التجميلية في الحدائق، وحول آلية إمكانية الاستفادة منه تقول الشحي: “هناك جانبان لاستثمار مشروع ترشيح المياه بواسطة المشروع، الأول هو التعاون مع بلدية مدينة أبوظبي وهيئة مياه وكهرباء أبوظبي لاستثماره، ذلك أن المنازل الحديثة تصمم بأن تحدد مخارج وتمديدات المياه السوداء والمياه الرمادية كلاً على حدا، وما يهمنا هو مصدر المياه الرمادية التي غالباً ما تكون في المنازل بعد عملية الاستحمام والغسل، فيمكن استثمارها في مشروعنا لتنتج مياهاً صالحة لري المزروعات التجميلية وللمراحيض لذات المنزل، وذلك بدلاً من تخصيص خزان من الماء النقي لري المزروعات في حدائق تلك المنازل واستخدام المياه النقي للمراحيض، أما الوجه الآخر فهو استثمار المشروع بشكل عام لري المزروعات التجميلية في الحدائق العامة وكذلك الحمامات العامة أو تلك الخاصة بمراكز التسوق وما إلى ذلك”، وتقول مها الشحي إن ما نعمل عليه الآن هو البحث عن داعم للمشروع وتسويقه بحيث يصبح متاحاً للاستخدام، وبذلك يوفر الكثير من الأموال على الدولة في تحلية المياه واستهلاك بعضها غير المبرر وري المزروعات التجميلية واستثمار كذلك نفايات النخيل غير ذات الفائدة .
وقد عمل الطلاب على المشروع لمدة عام كامل استغرق منهم الجهد الكبير في العمليات المختبرية الخاصة بتحليلات المياه والتجارب الأخرى، كما تم العمل على المشروع بشكل جماعي أكد الرغبة الحقيقية لديهم للخروج بنتائج تخدم الدولة والمجتمع على حد سواء، وتخدم الأهداف البيئية التي تتبناها الدولة في استراتيجيتها .