تصميمات إبداعية لطلاب “العمارة” في جامعة الشارقة

دار الخليج: يسعى قسم هندسة العمارة في جامعة الشارقة إلى أن تستجيب تصميمات الطلبة للتطور التكنولوجي الحاصل من جهة وإلى إمكانية استخدام تلك التصميمات بعد أن تنفذ لأكثر من غرض ونمط استخدام من جهة أخرى، انسجاما مع المدارس العالمية الجديدة في علم العمارة، دون إغفال لروح العمارة الاسلامية والعربية ومضامينها .


وفي هذا السياق قال الدكتور حسن رضوان رئيس القسم، إن تصميمات الطلبة عبارة عن بحث في أفكار المستقبل فيما يتعلق بفن العمارة، وبحث أيضا عن حلول لجهة أن تكون التصميمات أكثر انسجاما مع الفكر العربي الإسلامي وتبتعد عن كونها مستوردة من الخارج . وبيّن أن استراتيجية القسم تقوم على ضرورة استنباط القدرات الداخلية لكل طالب، وتحويلها وسحبها من مخيلاتهم وترجمتها على أرض الواقع، من خلال تصميماتهم المعمارية لتصبح أحلامهم مستقبلاً .

لفت الدكتور حسن رضوان إلى أن هناك سعياً حثيثاً من قبل القسم وادارة الجامعة إلى ما يمكن تسميته بإعادة تركيب الفكر الإبداعي المعماري العربي، بحيث يتدخل الطلبة بتصميماتهم مضمون العمارة العربية التي تتصف بأنها عمارة تحد لظروفها، وأضاف “آن الأوان لكي نعيد إنتاج هوية العمارة العربية من جديد بحيث تتماشى مع الظروف المعاصرة سواء كانت تكنولوجية أو مادية أو ثقافية”، مبينا أن العمارة العربية لا نعني بها الأقواس والقبب بل نعني فكراً مندمجاً يستعمل كل الوسائل المتاحة من تكنولوجيا ومواد بناء حديثة وعصرية . وفي هذا الصدد عكف فريق عمل من قسم الهندسة المعمارية في جامعة الشارقة على تطوير مشروع “مركز دبي للقبة السماوية” بحيث يكون متعددة الاستخدامات .

تعليمي ترفيهي

قالت الطالبة رغس عمر إحدى أعضاء الفريق إن المشروع الذي صمم ليكون في دبي صمم ليكون بناء غير تقليدي متعدد الاستخدام، حيث يمكن أن يكون مجمعاً تعليمياً وترفيهياً في الوقت نفسه، يشتمل على قاعات للدراسة ومعارض دائمة ومعارض جديدة، وأسواق، ومراكز أبحاث خاصة بعلم الفلك، وتم تصميمه بشكل يتناسب مع الموروث الثقافي لدولة الإمارات .

وبينت أن منطقة الشرق الأوسط تفتقد مثل هذه الأبنية ورغبة منا في أن نسهم في إدخال مثل هذه الأبنية على الخارطة المعمارية في المنطقة ارتأينا أن نعكف على تصميم مشروع القبة السماوية الذي استغرق فصلاً دراسياً كاملاً لكي يكون متاحاً في منطقتنا العربية وليخدم أيضاً فئات مختلفة سواء العائلات أو الطلبة أو السياح .

تعدد الاستخدامات

وقدم الطالبان من قسم الهندسة المعمارية شهد خلف ويحيى محمد تصميم مشروع لمبنى متعدد الاستخدام، وهو عبارة عن مركز ثقافي يحتوي على مسرح كبير ويمكن استخدامه أيضا كصالة للمعارض وعقد الاجتماعات، من خلال إعادة ترتيب مكوناته، فضلاً عن خصائصه التي تتيح قدراً معيناً من الإضاءة بحيث تتماشى مع غرض استخدامه .

وقال الطالبان إن تصميم هذا المشروع تطلب الإطلاع على فن العمارة في أمريكا وأوروبا وفن العمارة الإسلامي، حتى تم تصميمه بما يتناسب مع أدبيات العمارة المحلية لدولة الإمارات، حيث تم تصميمه ليكون في مدينة دبي الإعلامية .

الزمان والمكان

وعن فكرة المشروع قالت الطالبة شهد خلف إنها بدأت من تصور مفاده أن فن العمارة يتغير بتغير الزمان، وكل فترة زمنية لها أسلوب معين، خصوصاً أننا نعيش في زمن التكنولوجيا، ولذلك يجب أن يواكب فن العمارة متطلبات التكنولوجيا . كما لا بد له من أن يتضمن الموروث الفكري والحضاري لمنطقتنا العربية .

وبيّنت أنه بعد البحث أصبح لدى فريق العمل توجه لتصميم مبنى متحرك، متغير بحسب نمط استعماله، بحيث يتيح تصميمه هذه الخاصية: وأضافت “أن مبنى المركز الثقافي متعدد الاستخدام صمم من خلال نظام متكامل بحيث يشتمل على قاعة في الوسط تمثل المسرح ويستطيع المستخدم أن يغير في مكونات المبنى الداخلية والخارجية إن رغب في استخدامه لغرض آخر” .

ولفتت إلى أن فكرة هذا المبنى موجودة لكنها مقتصرة على المجالات البيئية، ونحن رغبنا في توسيع استخدام مثل هذه المباني، حيث تطلب تصميم المشروع في أن نجد معالجات هندسية لكيفية عمله باعتباره مبنى متعدد الاستخدام .

وأوضحت أن المبنى بفضل ما يمتلكه من خصائص تؤهله لاستخدامه لأكثر من حدث بإمكانه أن يبقى فعالاً على مدار العام، إضافة إلى أن مثل هذه المشاريع تسهم في توفير قطع الأرض لاستخدامات أخرى وتساهم أيضا في توفير الطاقة وأعمال الصيانة .

Image
Image