ابتكار شبابي إماراتي يكافح النسيان

الخليج: مهمة جديدة تلك التي نفذها الطلاب عبد الله صالح بوعلي، وشيماء الجنيبي، وأسماء محمد أحمد، ونورة العوضي، الذين يدرسون تقنية المعلومات في جامعة زايد، إذ كشفوا عن الجانب الإنساني للتقنيات الحديثة، بعد

تلقي تدريبات متعددة على برامج لتصميم وبرمجة التطبيقات التقنية، نظمها مركز التقنيات المساندة بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وبدعم من شركات خاصة في كوريا الجنوبية وجامعة سيؤول الوطنية.

خاض الطلاب مع نظرائهم من عدة جامعات: جامعة الشارقة، والجامعة الأمريكية في الشارقة، وجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، مسابقة تصميم التطبيقات المساندة، التي أطلقها مركز التقنيات المساعدة التابع للمدينة، والذي يهدف إلى نشر الوعي بين طلاب الجامعات حول دور التقنيات المساندة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتحفيزهم وتدريبهم على ابتكار تطبيقات ذكية تسهم في تحسين نوعية الحياة للمعاقين، باستخدام التقنيات الحديثة لتعزيز استقلاليتهم، إضافة إلى دعم المحتوى المحلي للتطبيقات المساندة.
الطريق إلى المسابقة مر بعدة مراحل، بدأت باستقبال طلبات الطلاب المشاركين، الذين أجريت تصفيتهم إلى 40 طالباً في مارس/آذار من العام الماضي، ليتقلص العدد إلى 17 في المرحلة الثانية، بعد أن خضعوا لتدريبات تبعتها اختبارات، ليخضعوا لدورات تدريبية مكثفة في تصميم التطبيقات الذكية فشُكّلت 4 فرق لتنفيذ المشاريع.

«سالم»، التطبيق الذي صممه طلاب جامعة زايد، كان الحصيلة الأخيرة للمسابقة. وبحصوله على المركز الأول، يحتل التطبيق المساند للمعاقين، الذي يسهم في رفع قدرات الذاكرة لديهم، مكانة مميزة في خريطة الابتكارات الشبابية، ذات البعد الاجتماعي، والتي تعمل على مساندة ذوي الإعاقة ورفع قدراتهم ودمجهم في المجتمع، بينما ذهب المركز الثاني لفريق جامعة الشارقة، عن تطبيقه المقدم بعنوان «جمعيتي»، وستكون جائزتاهما رحلة إلى كوريا للمشاركة في مؤتمر «تفاعل الإنسان والحاسوب»، لاكتساب الخبرات الضرورية التي تؤهل أعضاء الفريقين للإبداع أكثر في هذا المجال، وتقديم المزيد من السبل العلمية والتقنية التي تسهم في الارتقاء بجودة حياة الأشخاص من ذوي الإعاقة من خلال استخدام التقنيات المساندة الحديثة بالشكل الأمثل والمفيد.
يعمل فريق جامعة زايد على المساهمة في إزالة العقبات التي تعترض الحياة الطبيعية لذوي الإعاقة، حسب ما يؤكد على ذلك عبد الله صالح بوعلي، وهو طالب في عامه الثالث متخصص في الشبكات بجامعة زايد بدبي، وأحد أعضاء الفريق الفائز.
ويروي بوعلي تفاصيل الابتكار «سالم»، قائلاً: «هو عبارة عن برنامج (تطبيق) موجود على الهواتف الذكية، نعمل من خلاله على مساعدة الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في الذاكرة، فما إن تفتح البرنامج على هاتفك الجوال، وتسجل البيانات عن جميع أصدقائك ودائرة المعارف المحيطين بك، يخزن التطبيق هذه البيانات ويحفظها مع صور للأشخاص، ولمساعدة شخص يعاني ضعف الذاكرة يجب ابتكار تقنية تمكنه من حفظ المعلومات واسترجاعها وهي بمثابة الذاكرة المساندة، لهذا الشخص».

والبرنامج عبارة عن لعبة بسيطة، إذ يعرض الهاتف بيانات الأشخاص ليخمن بعدها صاحبه من الشخص الذي في الصورة، وهو بمثابة تمرين للذاكرة ومقو لقدراتها، وتتمثل الفائدة من التطبيق في أنه يعمل على تنشيط الذاكرة ويساعد على حفظ وتخزين المعلومات والبيانات المختلفة، بحسب بوعلي.

ويضيف أن التطبيق يكافح النسيان، ويعالج حالات ضعف الذاكرة البسيطة، وأنه أطلق اسم «سالم» على البرنامج إهداء لصديقه، الذي يعاني ضعفاً في الذاكرة، ولكل من يعاني مثله، لافتاً إلى أنهم أجروا مجموعة من التجارب على عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة تمهيداً لتعميم التطبيق، بعد التأكد من أنه يعمل بشكل ممتاز.

ويُرجع بوعلي النجاح، الذي حققه «سالم» في المسابقة إلى التدريب الذي تلقوه خلال البرنامج لعمل التطبيقات المساندة، لافتاً إلى الفائدة الكبيرة التي جنوها من المحاضرات المختلفة عن أنواع الإعاقة والطريقة المثلى للتعامل مع أصحابها، وضرورة توظيف التقنيات الحديثة في مساندتهم.

ويذكر بوعلي أن تصميم البرنامج استغرق منهم شهرين من العمل المتواصل، وسط منافسة الجامعات المشاركة، مبيناً أنهم يعملون حتى اليوم على تطوير البرنامج لنشره على «آب ستور»، لكي يستفيد منه أكبر قدر ممكن من الناس، وسيستأنفون العمل عليه فور عودتهم من كوريا التي يشاركون فيها في فعاليات مؤتمر عن التقنيات المساندة للأشخاص ذوي الإعاقة.
نورة العوضي، المتخصصة في إدارة الأعمال وتقنية المعلومات في جامعة زايد، تقول إنهم في بداية المسابقة كانوا يتوقعون أن يصمم كل فرد من مجموعتهم تطبيقاً منفصلاً عن الآخرين، إلا أن فكرة تطبيق «سالم»، التي طرحها زميلهم بوعلي، وجدت قبول الفريق ليبدأوا العمل عليها بروح الجماعة، فتولت زميلتهم شيماء الجنيبي عملية التصميم الفني للتطبيق ووضع «الريسورت» مع زميلتهم أسماء محمد أحمد، ليطور الفريق الفكرة، ويستطلع مجموعة من المعاقين.
وتؤكد العوضي أن الدورة التدريبية التي تلقوها أسهمت في رفع قدراتهم، وأنهم كانوا يعملون على التطبيق حتى في لحظات الفراغ القليلة بين المحاضرات، ليصلوا إلى تطبيق اللعبة التي تعمل على تنشيط الذاكرة.
وتضيف: «اقترحت عليهم أن تأخذ اللعبة نفسها من بيانات الهاتف. وحتى الآن نعمل على تطوير الابتكار، فأعمل على اللعبة وعبد الله يعمل على فكرة أخرى، والتصميم الذي فكرت فيه شيماء، استخدمنا فيه العوامل النفسية، فالأزرق يهدئ الشخص والأحمر يلعب دور المنبه، ووضعنا كل لون في مكانه المميز، ولأن التطبيق بين كوريا والإمارات، جعلنا اللغة الرسمية له الإنجليزية لكونها لغة عالمية. ونشكر أساتذتنا الذين وفروا لنا دعماً كبيراً».

Image