“نجم المدارس” يجوب الأردن بحثاً عن المبدعين

الخليج: كشفت الجولات الميدانية للبرنامج الأردني “نجم المدارس” بين العاصمة عمّان وبعض المحافظات خللاً ظاهراً في العناية بمواهب الطلبة والتلاميذ سواء حيال عدم صقلها بالطريقة الصحيحة وتنفيذ أنشطة داعمة أو حصر التركيز أكاديمياً على هوايات إذاعية نمطية محدودة .
البرنامج الذي تتواصل عروضه على شاشة التلفزيون الأردني منذ مطلع إبريل/نيسان حتى نهاية مايو/أيار من إنتاج المخرج والمذيع سامر خضر الذي تصدّر لجنة تحكيم تحضيرية لفرز المتقدّمين ضمّت الفنانتين سهير فهد ورانيا فهد والملحن نايف الزايد والأكاديمي في وزارة التربية والتعليم محمد الشواهين فيما ترتكز المراحل النهاية على آراء متخصصين من الوطن العربي بينهم حلمي بكر وأحمد راتب ومادلين طبر وعبير عيسى وزهير النوباني .
طوال ساعات استقبال مئات المتسابقين على دفعات في مسرح أسامة المشيني وكذلك ضمن مركز الحسين الثقافي في عمّان رصدت “الخليج” اتجاه أغلب المواهب المتقدمة إلى الشعر التلقيني والإنشاد المدرسي المُعتاد والتقليد النمطي ما عدا استثناءات معدودة أظهرت جوانب لافتة في أداء الحركات الاستعراضية وتقديم مواقف كوميدية والعزف على آلات شرقية وغربية وطرح تصاميم تقنية ضمن قوالب لم تخرج في مجملها عن النطاق المتوقع غالباً .
مجد ظاظا الطالبة في المرحلة المتوسطة ظهرت بثوب عسكري لافت وأدّت أثناء مصافحتها أعضاء اللجنة وصلة ساخرة عبارة عن “سكتش قصير” غير أنها أصرّت على التقديم ضمن فئة الشعر رغم نصائح سهير فهد واثنين من الأعضاء بتركيزها في التمثيل أو التقليد بعدما أجادته بصورة تلقائية .
ورغم إشادة أعضاء في اللجنة بالشعر الذي كتبته سوسن عثمان إلاّ أنهم رفضوا إجازة ابنها “أحمد” الطالب في المرحلة المتوسطة بسبب “ضعف طريقة الأداء” وكذلك لم تُجِز اللجنة التلاميذ “سمير” و”عصام” و”وهيب” وغيرهم إزاء تواضع نوعية الهوايات لديهم بين الرسم وإلقاء القصائد والغناء مع الطلب من بعضهم العودة بعد تطوير مستواهم في الموسم المقبل .
وبمجرد قراءة رهف حمودة كلمات أولى من خاطرة كتبتها بنفسها وصفت فيها القدس بسيدة تكتسي قبعة ذهبية حتى قاطعها سامر خضر معتبراً ما طرحته جميلاً في معناه لكنه “باهت” في شكله ولاينطوي على رؤى جديدة ولا أسلوب متميز .
قالت رهف فور خروجها بعد رفض جماعي: “كانت هناك قسوة في التعامل معي، أحبطوني لأنهم رفضوا حتى الاستماع إلى نصف ما كتبت والذي تضمّن تفاصيل حول ما وصلنا إليه من واقع عربي مُر أمام وضع مأساوي في مدينة القدس” .
في المقابل أبدى ليث محمد سعادة غامرة بعد إجازته والإشادة بتصاميم إلكترونية قدّمها فيما غادر عمر أحمد مع رفاقه متحفزاً يلوّح بآلة الغيتار التي عوّل عليها في تقديم وصلة عزف قصيرة وقال في طريقه إلى الباب: “أعتقد أنني موهوب ولي مستقبل باهر” .
بعد يوم طويل اتجه أعضاء لجنة التحكيم إلى استراحة في مديرية المسرح والفنون وقبيل تركهم المكان تحدثنا مع ثلاثة منهم فقال سامر خضر: “طوال سنوات ماضية تنقلت بين سوريا ومصر وعملت في الإخراج والتمثيل وتقديم البرامج وعندما قررت العودة إلى وطني، فكرت في إطلاق مواهب واعدة تحتاج إلى صقل من الصغر وليس الحصول على قدرات جاهزة كما يحدث في أغلب النُسخ المطروحة” .
أضاف: “هذا البرنامج جاء بعد إرسالي حلقة نموذجية للتلفزيون الأردني من مصر حازت استحساناً كبيراً واتفقنا على إسناد مهمة التقديم للمذيعة دعاء الشروف فيما يتولى شحاد الدرابسة مهمة الإخراج و نركز على الفئة العمرية بين 11 و 16 عاماً مع استثناءات تبدأ من 7 سنوات حتى 18 سنة حسب الموهبة وما نقصده تقديم مستقبل الإبداع في الأردن والعمل على تطوير المتميزين ودعوة الجهات المعنية إلى ذلك” .
تابع: “ارتكزت المرحلة التمهيدية على اختيار 56 مشتركاً يخضعون إلى تصفيات تُفرز 18 متنافساً وفق 3 فئات حسب نوعية المواهب قبل تتويج طالب وطالبة عن كل فئة بإجمالي 6 فائزين يحصلون على مبالغ مالية ومنح دراسية وتوفير دورات وورش تدريبة وتقديم هدايا عينية تدعم قدراتهم” .
أضاف: “جميع المتخصصين العرب الذين طلبت انضمامهم للمرحلة النهائية جهة التقييم والاختيار وافقوا فوراً وأجدها فرصة إيجابية وفريدة من نوعها من حيث الفئة المُستهدفة ونحن لا نزال في البداية ونخطط للاستمرار 5 مواسم على الأقل تمر بمراحل التعديل والتطوير والتغيير والمراجعة قبل التثبيت وأعتقد أن التأثير الفعلي سيلازمنا منذ الدورة الأولى” .
خضر أشار إلى مواهب اعتبرها لافتة خلال جولة المسح الميداني حدد أبرزها ضمن نطاق “ستاند آب كوميدي” ومهارة العزف وعلق: “لابد من الثناء على تعاون وزارة التربية والتعليم ودعوتها المدارس إلى تنظيم رحلات إلى مقر الاختبارات وقابلنا آلاف التلاميذ والطلبة سواء في إقليم الوسط ضمن العاصمة عمّان أو الشمال في محافظة اربد أو الجنوب في العقبة والكرك وجاءنا آخرون من أرجاء المملكة كافة وسط أجواء مزجت بين التعب الشديد والمتعة الفائقة” .
وأضاف: “ربما نجح البرنامج حتى قبل عرضه تلفزيونياً في رصد أمر مهم خلاصته نوعية ومدى صقل المواهب في مدارسنا وثبتَ يقيناً حاجتنا إلى إعادة النظر في هذا الموضوع وعدم التعامل مع حصص الأنشطة على أنها “فراغ” أو للرياضة فقط والخروج من روتين ونمطية فعاليات إذاعية وفنية وعلمية واجتماعية بما يسهم في وضع المتميزين على أول درجات سلم النجاح مستقبلاً” .
سهير فهد أكدت أنها كانت تتوقع مخاطبتها للمشاركة في لجنة الاختيار لأن إبراز مواهب الناشئة ودعمها أحد أهم مشاريعها المهنية عموماً لاسيما عبر برامج تلفزيونية سابقة حرصت على تقديمها .
قالت: “لا يزعجني نهائياً الاعتماد جزئياً على اسمي أو حضور نجوم معروفين نحو تسويق البرنامج لأن الهدف الأساس أسمى وأهم وبصراحة شعرت بحماس كبير منذ وصلتني الفكرة حتى وإن طُلبَ مني الانضمام قبل نحو أسبوعين من التنفيذ الميداني وهذا لا يعني انقاذ الأمر أو اعتباري اختياراً بديلاً متاحاً لأنني لم آتِ تعويضاً لاعتذار من أحد” .
استرسلت: “نحن نسهم وبوضوح في تسليط الضوء تحت مجهرٍ علني حيال ضرورة الاهتمام بالأنشطة اللامنهجية وعدم ركن المواهب على أرفف التلقين النظري فحسب ولابد من تقديم خلاصة المشاركين في البرنامج للجهات المعنية والجمهور من منطلق رصد عدم حصولهم سابقاً على فرص حقيقية ملائمة” .
سهير تجنّبت تحديد موهبة محددة لافتة خلال الجولات وعلقت: “ربما لم أصل إلى درجة الابهار لكن هناك قدرات متميزة وتفاجأت بمستوى وعي عدد من المتقدمين في اختيار الشعر والغناء وطريقة الأداء وأعتقد أن البرنامج يمكنه تحقيق قفزة نوعية السنة المقبلة واستقطابه العديد من المدارس حتى من باب المنافسة بينها مبدئياً” .
– See more at: http://alkhaleej.ae/supplements/page/eac52d90-bbf6-427e-b252-31aad8aa7066#sthash.8RJSdQHA.dpuf

Image

آخر الإضافات