
نظمت وزارة التربية والتعليم ممثلةً باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، والمديرية العامة للإشراف التربوي بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة احتفالاً بمناسبة يوم التراث العالمي، الذي جاء هذا العام تحت شعار: “صمود التراث في وجه الكوارث والنزاعات”، ويصادف يوم ١٨ إبريل من كل عام،والذي أقرّه المجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) استنادًا إلى اتفاقية التراث الثقافي والطبيعي التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في باريس عام 1972م.
رعى الاحتفال سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي، وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث، بحضور الدكتور محمود بن عبدالله العبري أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، بحضور المدعوين، وذلك بمسرح ديوان عام وزارة التراث والسياحة.
برنامج الحفل
وألقت المهندسة يسرى بنت خلف الصبحية المديرة العامة للآثار بوزارة التراث والسياحة كلمة، قالت فيها: إن المواقع الأثرية، ليست أطلالًا ساكنة، بل شواهد ناطقة على براعة الإنسان العُماني، من الحِرف الدقيقة التي ما زالت تُمارس حتى اليوم، إلى شبكات التجارة التي ربطت موانئ دبا، وصحار، وقلهات، وسمهرم بموانئ كوتشين في الهند، وكانتون في الصين، وممباسا على السواحل الأفريقية، وقوافل النحاس التي انطلقت من دهوى، والصفافير وبات، وقميرة، والميسّر إلى حضارة السند، وحضارات البحر المتوسط، ودلمون، وملوخا في زمن كانت فيه الطرق تُرسم بالنجوم، وتتبع نجم سهيل، لا خرائط رقمية ولا GPS.
الحفاظ على الإرث الثقافي والإنساني
وأضافت: “يمثل احتفاء سلطنة عُمان باليوم العالمي للتراث، الذي يصادف 18 من إبريل من كل عام فرصةً لتجديد الالتزام الوطني بالحفاظ على الإرث الثقافي والإنساني، ليس فقط كقيمة رمزية للماضي، بل كركيزة للتنمية المستدامة، ودافع لتعزيز السياحة الثقافية، وبناء جسور التفاهم بين الشعوب، وهذا الالتزام لا يتجلى فقط في صون الحجارة والنقوش، بل في حفظ الذاكرة الحيّة التي تتنفسها تفاصيلالحياة. فمن الحكايات الشعبية التي كانت تُروى على ضوء الفوانيس في حارات الطين إلى الطقوس التي تتناقلها الجدّات، ومن الأهازيج التي تُغنّى في مواسم الحصاد، ومغادرة السفن ميناء صور إلى المعمار الذي يحاور الشمس والريح، تؤكد سلطنة عُمان أن التراث ليس فقط ما يُرى في الحجر، بل ما يُعاش في الوجدان، ويُغنّى في القلوب”، بعدها قدم طلبة جامعة نزوى، أوبريتًا، وعددًا من الفنون التقليدية العُمانية، وفقرات مسرحية، أعقب ذلك جلسة حوارية أدارها حبيب بن حسين الرحبي معلم أول تاريخ، بمشاركة الدكتورة عالية عبد الستار يعقوب الهاشم أستاذ مساعد في قسم الهندسة المدنية المعمارية بجامعة السلطان قابوس، وبدرية بنت محمد العريميةمُشرفة مادة الجغرافيا بوزارة التربية والتعليم، وأيوب بن شحلوب العوفي رئيس القسم الفني بدائرة موقع بسياء وسلوت الأثري بوزارة التراث والثقافة، وسالم بن عامر الحوقاني معلم أول تاريخ، استعرضت الجلسة أهمية إدراج المواقع الأثرية ضمن قائمة التراث العالمي، والمعايير المعتمدة من قبل منظمة اليونسكو في إدراج أي موقع أثري في العالم؛ ليكون ضمن قائمة التراث العالمي، وأهمية اختيار الأشكال الهندسية في بناء المُدن والمقابر قديمًا، وشواهد على النماذج من هذه المدن، والمقابر التاريخية،والأثرية حول العالم، والتحديات التي تواجه الموقع بعد إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي، وإمكانية استثمار هذا الموقع المُدرج في قائمة التراث العالمي من زاوية سياحية اقتصادية، وأحدث الآليات الرقمية المستخدمة في توثيق المواقع الأثرية وتطبيق هذه الآليات الحديثة في توثيق التراث العُماني، وكيف تسهم في حفظ الهوية الوطنية، كذلك تضمن الحفل معرضًا فنيًّا لطلبة مدارس محافظتي مسقط والداخلية، ومدرسة الفردوس الخاصة.
يهدف الاحتفال إلى التعريف بالتراث الثقافي والتاريخي لسلطنة عُمان، وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ عليه، ونقله للأجيال القادمة، وإبراز الجهود المبذولة من قبل الجهات والمؤسسات المعنية في هذا المجال.
مواقع عُمانية على قائمة اليونسكو للتراث العالمي
جدير بالذكر أن سلطنة عُمان تمكّنت من إدراج عدد من المواقع العُمانية على قائمة التراث العالمي، وهي: قلعة بهلاء عام ١٩٨٧م، والمواقع الأثرية في بات والخطم والعين عام ١٩٨٨م، وفي عام ٢٠٠٦م أدرجت نظام الري في عُمان، وشمل خمسة أفلاج عُمانية، ومواقع أرض اللبان عام ٢٠٠٠م، ومدينة قلهات القديمة في عام ٢٠١٨م.
Source: https://home.moe.gov.om/topics/1/show/12245/
اترك تعليقاً