استقطاب طلاب المدارس إلى الابتكارات العلمية

الخليج: تسعى جامعة الإمارات إلى تنمية روح الابتكار والبحث العلمي لدى الشباب الإماراتي، من خلال تنظيم أنشطة علمية وورش تفاعلية لطلاب المدارس، بهدف صقل قدراتهم وتدريبهم على آليات الابتكار والبحث العلمي، ما سيكون له أثر إيجابي في توجيههم نحو التعليم في مجال العلوم والتكنولوجيا، وبالتالي صناعة مخرجات تعليمية ترفد سوق العمل الوطني باحتياجاته من الكوادر الوطنية في هذا المجال، تلبية لمتطلبات البناء والتنمية التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة .
يقول الدكتور أحمد مراد وكيل كلية العلوم في جامعة الإمارات: تحرص جامعة الإمارات على أن يكون لها دور فعال في تشجيع طلاب المدارس على دخول مجال الابتكارات والأبحاث العلمية، من خلال طرح المبادرات وتنظيم الأنشطة العلمية، التي تهدف إلى تعزيز الاهتمام بالبحث العلمي، والمشاركة في إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التنموية في المجالات الحيوية من خلال ابتكارات جديدة أبدعتها عقول إماراتية شابة، أيضاً هذه الأنشطة تأتي ضمن خطتنا الاستراتيجية في كلية العلوم في جامعة الإمارات، لاستقطاب طلاب المدارس للالتحاق بكلية العلوم، باعتبارها أحد المجالات الحيوية في التنمية الاقتصادية والصناعية التي تشهدها دولة الإمارات، ومن المبادرات المهمة التي طرحتها الكلية في هذا الإطار، بالتعاون مع شركة “توتال” و”مؤسسة الإمارات للطاقة النووية” ومجلس أبوظبي للتعليم و”أدنوك”، مبادرة “استقطاب” التي تهدف إلى استقطاب الطلاب المواطنين في المرحلة الثانوية لمجال العلوم والتكنولوجيا، وتدريبهم على آليات الابتكار والبحث العلمي، وينبثق عن هذه المبادرة برنامج “عالم المستقبل الإماراتي”، وتعتمد آلية عمله على اختيار المدرسة لأحد المشاريع البحثية التي تطرحها الجامعة، وتقوم الكلية باختيار أحد أعضاء هيئتها التدريسية، كمشرف على البرنامج التدريبي لطلبة المدرسة، أيضاً تنظم الجامعة زيارات ميدانية ومعارض علمية للتواصل مع طلاب المدارس، وإطلاعهم على أحدث تقنيات التعليم التي تعتمد عليها الكلية في مختبراتها العلمية .
ويقول محمد حسني إبراهيم، اختصاصي مختبر علمي في مدرسة “الزايدية” الثانوية في العين: كنا من أوائل المدارس التي شاركت في برنامج “عالم المستقبل الإماراتي”، الذي طرحته كلية العلوم في جامعة الإمارات، وكانت مشاركتنا في مجالي الهندسة الوراثية والطاقة النووية، حيث تم توزيع الطلبة على مجموعتين، كل مجموعة تضم أربعة طلاب، وقبل البدء في إجراء التجارب العملية، استمع الطلبة إلى محاضرة تعريفية عن موضوع التجربة التي سيقومون بها، إضافة إلى معرفة قواعد الأمان والسلامة الواجب اتباعها أثناء إجراء التجارب في المختبر . ويضيف: استفاد الطلبة كثيراً واستمتعوا بالتجارب التي قاموا بها، مما يعزز اهتمامهم بمجال الابتكارات والاختراعات العلمية، كما أن الاحتكاك بأساتذة الجامعة، زاد من ثقتهم بأنفسهم وشجعهم على الالتحاق بأحد مجالات العلوم والتكنولوجيا، ونحن كإدارة مدرسية نحرص على مشاركة طلابنا في أي نشاط أو فعالية تزيد من وعيهم وتوسع مداركهم الشخصية والعلمية .
الطالب عديل محمد الشامسي، (الصف الأول الثانوي)، يقول: شعرت بمتعة كبيرة خلال مشاركتي في تجربة معرفة الحشرات عن طريق حمض (DNA)، ضمن أنشطة برنامج “عالم المستقبل إماراتي”، واستثمرت هذه الفرصة في معرفة الكثير عن مجال الهندسة الوراثية، وكنت مبادراً في تعلم مهارات البحث العلمي، لأنني أحب مادة العلوم بجميع فروعها وموضوعاتها الحيوية التي تلامس واقعنا .
ويقول الطالب حارب عبدالله، (الصف الأول الثانوي): أحب الممارسة العملية، وتجذبني الابتكارات العلمية، وقد تحمست لفكرة العمل مع فريق طلابي تحت إشراف أساتذة جامعة الإمارات، ما شجعني على المشاركة في برنامج “عالم المستقبل إماراتي”، وخلال وجودي في مختبرات كلية العلوم في جامعة الإمارات أبهرتني تجهيزاتها وإمكاناتها العالية، وعندما بدأنا تجربتنا كنت من الطلبة الحريصين على المشاركة في كل مراحل العمل لأحقق أكبر استفادة من هذه التجربة .
الطالب حامد بطي الفلاسي، (الصف الثاني عشر)، يقول: لدي اهتمام كبير بموضوع الطاقة النووية، وأردت من خلال مشاركتي في مشروع بناء نموذج محطة مفاعل نووي، أن أمتلك خلفية علمية وأكاديمية عن هذه الطاقة، التي تعد من أهم مصادر الطاقة النظيفة في الوقت الحاضر، ولهذا تتجه دولة الإمارات لإنتاجها، الأمر الذي يزيد من أهمية تشجيع الكوادر الوطنية على دخول هذا المجال، وبالنسبة لي فإنني أتطلع إلى العمل في مجال الطاقة النووية ، لأنه من المجالات المليئة بالمتعة والتحدي ، ولأنني حريص على أن أكون عنصراً فعالاً في بناء الوطن .
“دولتنا بحاجة لكوادرها الوطنية للمساهمة في نهضتها العلمية والتكنولوجية” بهذه العبارة بدأ الطالب محمود خليفة، الصف الثاني الثانوي، حديثه الذي أكمله، قائلاً: مشاركتي في الأنشطة والتجارب العلمية التي تنظمها جامعة الإمارات لطلبة المدارس، ترجمة واقعية لحرصي على المشاركة في نهضة بلادي، حيث إنني اليوم في مرحلة الإعداد والتأهيل، ومن ثم ستبدأ مرحلة العمل والمشاركة، ولهذا فإنني حريص في هذه المرحلة على اكتساب المهارات والخبرات وتحقيق التفوق الدراسي، لأكون في المستقبل القريب نموذجاً للشباب الإماراتي الناجح والمشارك في نهضة بلاده بعلمه وحبه لوطنه

Image