شكرا معالي الوزيرة …

سعيد المعمري

لا شك أن زيارة المسؤولين للمديريات والدوائر ومن يقع تحت طائلة نفوذهم يأتي من باب حرصهم على الوقوف لآخر المستجدات ، والاستماع إلى المطالب – هكذا نحسبه – حيث تمثل هذه الزيارات بوابة العبور إلى طريق التغيير والتجديد والإبداع . عوضاً عن أن تلكم الزيارات لها أبعادها النفسية والاجتماعية والاقتصادية على المؤسسات المُزارة كونها لفتة كريمة من لدن مسؤول يقدّر المشاركة المجتمعية ويبتعد عن نهج البيروقراطية التي طالما كانت السوسة التي تنخر في أصلاب المبدعين العاملين من أهل هذه الأمة .

وحتى تؤتي مثل هذه اللفتات أكلها ، كان لا بد من طرح القضايا العالقة في تلك المؤسسات والابتعاد عن القشور التي – ربما – يستطيع حاشية الوزيرة حلها في وقت لاحق من هذا القرن .

وقد حدث في الزيارة التاريخية لمعالي وزيرة التربية والتعليم الموقرة إلى محافظة الداخلية والتي هي الأخرى جاءت مباغتة كون الزيارة كان مقرراً لها لمحافظة أخرى حيث تم تغيير مسار الرحلة في منتصف الطريق ولمعاليها الرأي السديد في ذلك كما أن التاريخ سيحفظ لها هذه الحركة الجريئة والموفقة .

وعلى كل حال فإن زيارة معاليها لم تُسـتغل من قبل المعني الأساسي بهذه الزيارة – المعلم – فكانت نسبة كثيرة منهم همها التعويض المالي عن الإجازات ، وزيادة حصتهم منها والكثير من الأمور الإدارية ( التي لا أحد يقلل من أهميتها ) ولكن هناك ما هو أهم من ذلك حيث كانت قضية تطوير التعليم ، والإنماء المهني إن لم تكن غائبة تماماً فهي في أسفل سلم تلك المطالب . للأسف فهذه حقيقة مؤلمة من بعض إخواننا المعلمين والمعلمات عليهم أن ينظروا إليها من زوايا عدة فلن يستقيم ضلع للتعليم ما لم يتغير فكر المعلمين واهتمامهم حيال الواقع التربوي الذي تعيشه مدارسنا .

فحري بك أخي المعلم أن تجعل واقع التعليم ضمن أولوياتك ، فبرقيه ترتقي العقول ، ويحصد المأمول .

فشكرا يا معالي الوزيرة على الزيارة ، وأرجوا أن لا تكون الأخيرة .

خاص بمدارسنا دوت نت

Image
مقالات ذات العلاقة