تحدي التعليم عن بُعد

الرؤية: لقد مر التعليم عن بُعد بثلاث مراحل منذ نشأته في أواخر السبعينات الى اليوم، حيث كانت المرحلة الأولى نظام المراسلة التي تعتمد على طباعة المنهج التعليمي مع إمكانية احتوائها على وسائل سمعية وبصرية ويتم الإرسال عن طريق البريد العادي الذي يتواصل فيه التلميذ والمعلم، والمرحلة الثانية كانت عن طريق استخدام تقنيات التلفاز والاذاعات، وتقديم المحاضرات مباشرة أو مسجلة والمرحلة الثالثة وهي الحالية المعتمدة على الانترنت وتشمل المواد التعليمية فيها الوسائط المتعددة والمجهزة بطريقة اليكترونية تنتقل إلى الطلاب بواسطة الحواسيب الآلية مع سهولة الوصول إلى المكتبات الالكترونية، وإمكانية التواصل المباشر بين الطالب والمعلم من خلال المنصات التعليمية المختلفة.

عند اجتياح فايروس كورونا (كوفيد19) أرغم الكثير من دول العالم لتفعيل برامج التعليم عن بُعد وتخطى بذلك حواجز الزمان والمكان، وصاحب ذلك الانتقال في قطاع التعليم والتحول إلى هذا النوع من الدراسة، فوضعت البرامج والتطبيقات للتعامل مع هذه المرحلة وما لها من تحديات، فنصبت المنصات التعليمية وبات التعليم والتكليفات منزلية، وسعى الجميع لاختيار الأفضل من هذه المنصات التعليمية والبحث عن الأكثر جودة وفق أفضل المبادئ التربوية حتى تتمكن هذه المؤسسات التعليمية من تحقيق رسالتها وأهدافها وضمان مستوى تعليمي جيد ومعتمد.

جميعنا يعلم أن التعليم عن بُعد هو عملية تفاعلية والمسؤولية الكبرى تقع على الطالب أكثر من الجهة التعليمية فالمعلم موجهة والطالب مسؤول بالكامل عما يتلقيه وهنا يكمن مصدر التحدي لأن هذا النوع من التعليم هو نتاج ثقافة مجتمعية وتعني هذه الثقافة القدرة على تحمل المسؤولية الذاتية، ولقد فرضت الظروف هذا الأمر في العديد من دول العالم، حيث ان العملية ليست بتلك السهولة، فالتعامل مع التقنيات الحديثة المستخدمة في المجال التعليمي وتطبيقات البرامج الالكترونية أمر هام جداً في الانطلاق نحو التعليم عن بُعد.

وأشارت منظمة اليونسكو بأن ما يقارب الأربعين بلداً حول العالم قد أغلق المؤسسات التعليمية وهناك ما يزيد عن نصف مليار طالب وطالبة ملتحقين بالتعليم عن بُعد.

واليوم أصبحت المواد التعليمية متاحة سمعياً وبصرياً، ورسوم توضيحيه وصور ثابتة، ومتحركة وأنتقل التعليم التقليدي لأسلوب تفاعلي من خلال التعليم عن بعد مصحوباً بتلك المؤثرات، وصاحب هذه المرحلة ظهور العديد من المنصات التعليمية منها black board، Edmodo، google classroom، see saw، moodle، mindspark وغيرها من التطبيقات والمواقع التعليمية والمنصات التفاعلية.

ختاماً إن دور الأسرة خلال مرحلة التعليم عن بُعد يكمن في دورها الرقابي على هذا الأمر حيث يأتي دور الاب والام كونهما اوصياء من الجهات التعليمية للمراقبة والمتابعة لأبنائهما فيجب عليهما ان يقوما بدورهما التوعوي بالمنزل ومتابعة تفاعل أبنائهم بشكل جيد مع المعلم والمادة التعليمية، هذا بجانب ضمان تهيئة المكان الأمثل والأنسب بالمنزل للطالب الذي يعد من الأهمية توافره لتحقيق أفضل النتائج المرجوة من قبل الطلبة.

محمد بن رامس الرواس

Image
مقالات ذات العلاقة