أسبوع الأصم

يعتبر الأسبوع الأخير من شهر إبريل في كل عام، عيدا اجتماعيا للأشخاص الصم، وتظاهرة إعلامية شاملة للتعريف بالإعاقة السمعية، وأسبابها وطق الوقاية منها، كما يعتبر فرصة للتعريف بثقافة لغة الإشارة، والطرق الملائمة للتواصل مع هذه الفئة، من خلال المعارض، والمناشط والأمسيات المتنوعة التي يتم تقديمها من المؤسسات المعنية بهذه الفئة.

ومن أبرز ما يتم تسليط الضوء عليه في الغالب، الجانب البصري الذي يتميز به الأفراد من هذه الفئة، والذي يظهر في شكل تميز فني في الرسم، والتصوير، والتمثيل المسرحي الصامت. كما يتميز أفراد هذه الفئة في الجانب الرياضي والحركي أيضا، فلهم مشاركات واسعة النطاق في مباريات مختلفة تفوقوا فيها على أقرانهم السامعين.

الجدير بالذكر أن الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصّم، تعتمد شعارا محددا لكل عام، يتم التركيز من خلاله على جانب من الجوانب، أو القضايا المتعلقة بذوي الإعاقة السمعية، وقد كان شعار العام السابق (تعزيز حقوق الأشخاص الصّم في المجتمع من خلال متابعة تطبيق اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة)، والذي شمل تعزيز حقوق الصم في العمل كحق من حقوق هذه الفئة. وكان شعار (رياضة الأشخاص الصم) هو المعتمد في العام الذي يسبقه، والذي تضمن البطولات التي حققتها هذه الفئة، كحافز للقدرات البدنية التي يتميزون بها، وللفت الانتباه إلى جوانب النجاح التي تمكنوا من تحقيقها.

ويهدف تنظيم هذا الأسبوع إلى تعريف المجتمع بالصّمم والوقاية منه، وتعريفه بالأصم وقدراته ووسائل تربيته وتأهيله، إضافة إلى حقوقه الأساسية الصّحية والتربوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والتأهيلية. كما يهدف إلى نشر قواعد لغة الإشارة الأساسية، والتوعية بأهم العقبات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في حياتهم اليومية وسبل تسهيلها، ويعتبر فرصة لتعزيز ثقة ذوي الإعاقة السمعية بأنفسهم وقدراتهم من خلال مشاركاتهم، إضافة إلى تفعيل الدور التوعوي والثقافي لديهم.

ويستهدف برنامج أسبوع الأصم العربي في المقام الأول أسر الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، والمختصون العاملون مع هذه الفئة، والجمعيات الأهلية والمراكز المتخصصة، إضافة إلى المدارس والجامعات التي تقدم خدمة التعليم لهذه الفئة، والوزارات والمؤسسات الأخرى التي تقدم خدمات مخصصة لهذه الفئة، إلى جانب أفراد المجتمع بصفة عامة.

ومن هذا الموقع التربوي الهادف، أدعوكم أعزائي للمشاركة في هذه الفرصة الاجتماعية المثمرة، والمساهمة بما تمتلكون من مواهب وطاقات، لتعزيز قدرات ذوي الإعاقة السمعية، سواءا القدرات التعليمية، أو الفنية، أو الرياضية، أو الاجتماعية، أو غيرها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر المؤسسات المعنية بتنظيم هذا الأسبوع.

رحمة بنت سالم الحارثية
[email protected]

Image
مقالات ذات العلاقة